شمس نيوز/ توفيق المصري
تصوير/ حسن الجدي
خارج حدود غزة المحاصرة منذ 11 عامًا، وجه أنظاره نحو رياضة يفتقرها القطاع وفلسطين، ورغم وجود تحديات كثيرة أمامه، إلا أن عزيمته كجسده الذي تكسوه العضلات "المفتولة".
بإمكانيات بسيطة وبدائية عمل محمد الهور (23 عامًا)، من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وبمساعدة ومساندة من الأهل والأقارب، على تجهيز مكان داخل أرض صغيرة، ببعض المعدات من مواسير ومجسمات، ليتسنى له التدرب على ممارسة رياضة (street workout) أي رياضة الشارع، التي لا يوجد لها نوادي في القطاع.
يقول محمد لـ"شمس نيوز": "منذ 3 سنوات بدأت ممارسة رياضة الشارع، وهي تمارس في الأماكن العامة، ولكون أن القطاع يفتقر إلى الأماكن العامة، قمت بتجهيز مكان للتدريب داخل بيتي، بعد أن بحثت عن رياضة أستطيع ممارستها ليس في نوادي التدريب فقط".
يضيف محمد بعد أن قطع تمرينه، والتقط أنفاسه، أن الفكرة استوحاها وعمل على نقلها إلى قطاع غزة بعد أن شاهد مقطع فيديو على اليوتيوب لشاب يلعب "العُقلة" على شاطئ في روسيا، منوهًا أنها لفتت انتباهه وأحبها، ودفعته لإنشاء مكان داخل بيته من أجل التدرب على ممارستها.
ويعد الشاب الهور المؤسس الأول لهذه الرياضة في غزة وعلى مستوى فلسطين. وبحسب الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، فإن "هذه الرياضة ظهرت في أواخر القرن العشرين على يد الأمريكي حسان ياسين، الذي دعا إلى الخروج بالرياضة من القاعات والصالات الرياضية إلى الأماكن المفتوحة والاستغناء عن الآلات والأجهزة والمكملات الغذائية المستخدمة في رياضة كمال الأجسام".
وبدأت رياضة الشارع تنتشر بسرعة مع بداية القرن الحالي مع الانتشار الواسع لفيديوهاتها على موقع اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي فيما بعد.
ويوضح محمد، أن هذه رياضة بدنية عبارة عن نشاط حركي بتمارين القوة تساعد على تطوير اللياقة البدنية والبناء العضلي والصحة بشكل عام. وتمارس عمومًا في الهواء الطلق وتستخدم بشكل أساسي جهازي المتوازي وجهاز "العُقلة" بحيث يستغل وزن جسم المتدرب في تقوية عضلاته ولياقته البدنية. وتعتمد على تمارين رياضية ومهارات حركية ما يمنح للجسم القوة والمرونة والتوازن والرشاقة, لافتًا أنها بدأت تأخذ شعبية متسارعة في غزة.
يخرج بنا محمد في جولة إلى خارج حدود المخيم، حيث لاحظنا نظرات الاستغراب لما يمارسه، وأعين الناس التي حملت تساؤلات كيف علق نفسه بالهواء، وبدا ملفتًا التفاف الناس حوله وتشجيعه على ممارستها، وهو ما شكل حافزًا له للاستمرار.
وينوه محمد، أنه نجح في جلب رياضة عالمية إلى غزة، متمنيًا أن يكسر قيود وحصار القطاع وأن تسنح له الفرصة بالخروج لتمثيل فلسطين في مسابقات دولية.
ويختم حديثه قائلاً: "لم تجرى لهذه الرياضة أي بطولات محلية، وسبق أن شاركت بمسابقات دولية أجريت في مصر وأخرى بالمغرب، لكنني لم أستطع السفر بسبب الاغلاق المستمر لمعبر رفح".