غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: هل تتحول احتجاجات القدس لمواجهات مسلحة في الأيام المُقبلة؟

شمس نيوز/خاص

تنوعت أساليب الاحتجاج لدى الفلسطينيين خلال الأيام الماضية ما بين مواجهات مع قوات الاحتلال عند نقاط التماس، حملات الكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن تنفيذ عمليات طعن فردية أدت لإصابة جنود من جيش الاحتلال، وذلك رفضًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة "لـ"اسرائيل"، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة.

فيما يبدو أن الولايات المتحدة عازمة على المضي قدمًا في قرارها، بل "زادت الطين بلة" بعد أن أفادت تقارير إعلامية أمريكية بنية واشنطن الاعتراف بحائط البراق "جزءٍ لا يتجزأ من دولة إسرائيل".

فهل نشهد تصاعد وتطور في أساليب الاحتجاج الفلسطيني خلال الأيام القليلة المقبلة؟ 

المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، قال إنه مما لا شك فيه أن الاحتلال الإسرائيلي ينظر بعين الريبة للهبة الجماهيرية الفلسطينية في ظل تصاعدها وخاصة ما حدث أول أمس الجمعة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث كانت الأوساط الأمنية "الإسرائيلية" تظن أن الفعل الجماهيري الفلسطيني الرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آخذ بالانحصار، إلا أنه تصاعد بشكل كبير وواضح خلال المواجهات.

وأكد الرفاتي لـ "شمس نيوز" أن المقاومة الشعبية تتصاعد يومًا بعد يوم وهذا الأمر يحرج الاحتلال، وهناك شعور فلسطيني عام بضرورة تواصلها في ظل عجز المنظومة السياسية الفلسطينية.

وأضاف، ذلك الأمر يعني أن الانتفاضة الشعبية ستتواصل، مشيرًا إلى أن فرص تواصلها تعتمد على تحرك الضفة الغربية في وجه الاحتلال بشكل متواصل نظرًا للتماس الكبير والضغط الواضح الذي تشكله المواجهات على الاحتلال هناك.

ونوه المختص إلى، أنه يمكن لعملية واحدة في الداخل المحتل أن تفجر الأوضاع وتعطي حافزًا كبيرًا للفلسطينيين لمواصلة الهبة ضد الاحتلال، وهذا الأمر سيشكل ضغطًا على الاحتلال وقد يدفعه للتراجع عن خطواته المقبلة، وخاصة السيطرة على كامل القدس فيما يسمى "خطة القدس الكبرى" التي يهدف من خلالها لتهويد كامل المدينة وطرد الفلسطينيين منها.

أما عن المواجهة المسلحة، أكد على أن فرص الذهاب لها باتت كبيرة خلال الفترة الأخيرة وخاصة في قطاع غزة في ظل تواصل إطلاق الصواريخ على الاحتلال.

وتابع، ربما يحاول الاحتلال استغلال الموقف لحرف الأنظار عن قضية القدس ليصبح التضامن العربي والدولي مع قطاع غزة وليس مع قضية القدس، لكن من الواضح أن المقاومة الفلسطينية المسلحة تعي جيداً ما يسعى له الاحتلال وتحاول تجنب الذهاب لتصعيد حالياً لإعطاء فرصة للهبة الشعبية.

أما عن تحول المواجهات في الضفة الغربية لمواجهات مسلحة، فهو مستبعد، وفق الرفاتي؛ بسبب القبضة الأمنية "الإسرائيلية"، وضعف البنى العسكرية للتنظيمات الفلسطينية، لكن يمكن لبعض الحالات العسكرية أن تغيير مسار الهبة في حال رفع الضغط عنها.

رسائل غاضبة**

من جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن طوال المراحل السابقة في النضال الفلسطيني، كان ظهور السلاح الفلسطيني في المواجهات كرد على الاحتلال الإسرائيلي، وتماديه وقهره للشعب الفلسطيني، وقتل الآلاف من المدنيين.

وأشار عبدو إلى، أنه في هذه المرحلة هناك اجماع وطني من قبل الفصائل الفلسطينية تهدف لإرسال رسالة غاضبة للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب مرفوض ليس على صعيد القيادات الفلسطينية وحدها، ولكن هناك اجماع شعبي من الكل الفلسطيني على رفضه.

ولفت إلى أن التعبير عن رفض القرار الأمريكي بتلك الطريقة، يعتبر أفضل رسالة يمكن أن تصل لمن اتخذ ذلك القرار، ومن غير المتوقع أن تنتقل الاحتجاجات الشعبية إلى مواجهات مسلحة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وإن ظهر السلاح الفلسطيني، سيكون ردًا على الاجرام الإسرائيلي.

يشار إلى، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في 6 ديسمبر الجاري، اعتراف بلاده رسميًا بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، في خطوة أثارت غضب الفلسطينيين واحتجاجات واسعة في العالمين العربي والإسلامي.

واحتلت "إسرائيل" شرقي القدس، عام 1967، وأعلنت لاحقًا ضمها إلى "إسرائيل"، وتوحيدها مع الجزء الغربي، معتبرة إياها "عاصمة موحدة وأبدية لها"؛ وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.

الصورة الحقيقية**

أما الناشط الفلسطيني حمزة حماد، يرى أن الجماهير الفلسطينية تقدم الصورة الحقيقية أمام العالم حول التمسك بالحق في الأرض والمقدسات وأرسلت رسالة قوة للولايات المتحدة الأمريكية، بعدما تحولت من راعية سلام إلى مشترك بالجريمة من خلال اعلان القدس عاصمة "لإسرائيل".

أما فيما يتعلق بتطور الاحتجاجات أضاف حماد لـ"شمس نيوز": " بالطبع سيكون هناك استمرار في التظاهرات الشعبية ورفض كل مؤامرات التصفية لقضيتنا الوطنية، والعمل على تطوير الفعاليات من خلال السير خلف القيادة الفلسطينية من خلال مقاطعة كل المطبعين مع الاحتلال، وعدم استقبال نائب الرئيس الأمريكي في الأراضي الفلسطينية، وذلك لا بد أن يكون مصاحب لقرارات أكثر جرأة من قبل قيادة منظمة التحرير وتفعيل دورها بالشكل الذي تتطلبه المرحلة".

بخصوص تلاشي فعاليات الاحتجاج برشق الحجارة واشعال الإطارات عند نقاط التماس، تابع: "استبعد أن يكون هناك أي مواجهة عسكرية حاليًا، خاصة أن الشباب المنتفض شكل حالة تأكيد وانتصار للمقدسات من خلال التظاهرات والاحتجاجات والمواجهة المباشرة عبر نقاط التماس خاصة في الضفة الغربية، وهذا وحده يحتاج إلى برنامج سياسي موحد للضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها بحق القدس".