شمس نيوز/خاص
بدأت واشنطن باكرًا التكشيرعن أنياب العقوبات بحق "القيادة الفلسطينية" جراء انتهاجها التصعيد مع الإدارة الأمريكية في أعقاب الحملة التي يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضد القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل".
ونشر موقع "تيك ديبكا" الإسرائيلي، أخيرًا، سلسلة من العقوبات قد تتخذها واشنطن ضد السلطة الفلسطينية تشمل قطع العلاقات والمساعدات المالية، ورفض استقبال مسئوليها في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والمالية الأميركية،
وفي هذا السياق، يأتي رفض الولايات المتحدة تقديم مبادرة "سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين" والتي كانت في مرحلة الإعداد، حيث أن الخطة ستبقى قائمة فقط بين الدول العربية و"إسرائيل" دون الفلسطينيين، وفق الموقع الإسرائيلي.
كما أبدت أيضًا دول الإقليم (مصر والأردن والسعودية) انزعاجًا بشأن ردة فعل رئيس السلطة مع الإعلان الأمريكي وترى أنه "ورطها" مع إدارة ترامب بتصريحاته الأخيرة التي قال فيها "إنه يرفض أي دور لواشنطن في عملية السلام".
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن دول الثلاث تسعى لأن تضع ثقلها الدبلوماسي في محاولة تولي شؤون القضية الفلسطينية بالكامل بدلًا من انفراد أبو مازن وطاقمه.
فيما يبدو، أن موقف عباس من القرار الأمريكي و"صفقة القرن" ستكلفه كثيرًا، إذ يرى مراقبون أن الأيام المقبلة حاسمة في مستقبل رئيس السلطة.
الهدنة أو العزل**
ويقول الكاتب الصحافي عبد الباري عطوان في مقاله في صحيفة "الرأي اليوم"، أن الرئيس ترامب أدرك مسبقًا أن الرئيس عباس لن يَقبل القرار الأمريكي، وسَيقف ضِد "الصّفقةِ الكُبرى" للتسوية التي وَضعها صِهره جاريد كوشنر بالتّنسيق مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي".
ويتابع الكاتب، أن ترامب "كلّف السّلطات السعوديّة عبر الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، بتَوجيه إنذار أخير إلى الرئيس الفِلسطيني بأن استمراره في مواقفه هذه المعارضة للصفقة الكبرى قد يؤدي إلى عزله ".
ويرى عطوان، أن "جملة من العقوبات يمكن أن تتجه إليها واشنطن من بينها البحث في قيادة فلسطينيّة بديلة، وكان الرئيس ترامب واضحًا في هذا الإطار، عندما غرّد على حسابه على التويتر قائلاً :"حان الوقت لقيادة جديدة للفلسطينيين".
وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، أن يجب أن تؤخذ التهديدات الأمريكية بشأن البحث عن قيادة بديلة على محمل الجد، قائلًا :"فمن الواضح أن الرئيس الفلسطيني صعّد ضد الولايات المتحدة وبات واضحًا أن واشنطن ستتخذ مواقف أكثر عدائية ضد السلطة".
وأضاف عطا الله لـ "شمس نيوز": "الوضع الفلسطيني أيضًا مرشح لتلقي الضربات، والأوضاع العربية ممكن أن تتعاون مع واشنطن في سبيل الانتقام من الفلسطينيين".
ما هي الخيارات أمام عباس الآن؟
يتوقع عطا الله، أن عباس لن يتجه إلى تصعيد جديد مع الإدارة الأمريكية أو التراجع بل "سيتسمر في حالة الانتظار لما ستقدم عليه الإدارة الأمريكية".
وبشأن القيادة البديلة، يرى عطا الله أنه لا يمكن التكهن بها موضحًا بالقول "لا مؤسسة لدينا ولا قيادة جماعية تقرر وتحدد من هو الرجل الثاني في النظام السياسي، و بالتالي سيكون الوضع مبهم وستجتهد الولايات المتحدة في البحث عن قيادة فلسطينية تحافظ على المصالح الإسرائيلية.
لكن عطا الله يبدو متفائلًا، قائلًا: "الحل هو الذهاب نحو إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وتحصين الداخل لقطع الطريق على أية خطط أميركية"
أما المحلل السياسي عادل سمارة، وعلى خلاف سابقة يرى أن الساحة الفلسطينية تعج بخلفاء محتملين لرئيس السلطة لكنه لا يسم أسماء بعينها.
ويرى سمارة، أن تصعيد عباس مع واشنطن ليس السبب في توتر العلاقة مع السلطة الفلسطينية لكنه " دأب الإدارة الأمريكية في البحث عن حليف أكثر إخلاصًا" لمصالحها.
لكنه يتفق مع عطا الله حول جدية التهديدات الأمريكية، قائلًا "أمريكا عدو لكل الشعب الفلسطيني، ومن المحتمل جدًا أن تعمل على إزالة القيادة الحالية".