شمس نيوز/خاص
أثار خطاب رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأحد، زوبعة من الانتقادات في الأوساط الرسمية الإسرائيلية إلى حد وصفه بـ"خطاب الوداع".
واعتبر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن كلمة عباس "تخدم مصالح المصالح الإسرائيلية" لأنها "تكشف الحقيقة" عن الموقف الفلسطيني من عملية السلام.
وقال نتنياهو الذي يزور الهند في مقطع مصور: "سمعت ما قاله أبو مازن الذي كشف النقاب عن الحقيقة. لقد رفع القناع عن وجهه، وكشف أمام الجميع عن الحقيقة البسيطة التي أعمل جاهدا منذ سنوات طويلة على غرسها في قلوب الناس، ومفادها أن جذور الصراع بيننا وبين الفلسطينيين تعود إلى الرفض الفلسطيني الدائم للاعتراف بدولة الشعب اليهودي مهما كانت حدودها".
وقال عباس خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ28 للمجلس، إن "إسرائيل" أنهت اتفاق أوسلو، مجددًا التأكيد على موقفه برفض الوساطة الأمريكية في عملية التسوية ردًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل" .
وقرر المجلس، في بيانه الختامي، تكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، "تكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تعليق الاعتراف باسرائيل حتى اعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967 والغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان".
عباس خائف ومرتبك**
وأضاف نتنياهو، أن "عباس يفعل ما يفعله لأنه خائف من مبادرة السلام التي تقودها الولايات المتحدة، ويسعى لتنحية الأمريكيين عن موقعهم كوسطاء واستبدالهم بجهة أخرى".
من جانبه، قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن خطاب عباس يعبر عن أنه "شخص مرتبك ضل الطريق"، وأنه "بمثابة خراب بيت للفلسطينيين والأميركيين واليهود معًا، لأنه لم يهتم بتعيين خلف له وبنقل السلطة بسلاسة إلى من بعده، بالإضافة إلى رفضه إجراء انتخابات".
وذكر ليبرمان في تصريحاته لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الدول العربية التي وصفها بالمعتدلة قالت لعباس إنها تفضل الولايات المتحدة عليه، كما اتهمه برفض أي حل لإنهاء الصراع، وقال إن هدفه هو استنزاف "إسرائيل" على الساحة الدولية.
فيما انتهج وزير التعليم ورئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، أسلوبًا اكثر حدةً في انتقاد خطاب عباس وقال أن " وزاد: "أبو مازن وفكرة قيادة دولة للفلسطينيين يختفيان "، مضيفًا أن أبو مازن "فقد صلته بالواقع".
ونقلت القناة الإسرائيلية السابعة عن بينيت قوله، إنه يجب الاستفادة من التوقيت الحالي وفرض سيادة "إسرائيل" في الضفة الغربية، مضيفًا "آن الأوان للتفكير.. حان الوقت لكي نتحرك جميعًا نحون نهاية الدولة الفلسطينية وبدء عصر سيادتنا".
كاذب وخطير**
في حين وصف رئيس المعسكر الصهيوني المعارض، آفي غاباي، خطاب عباس بـ"الخطير جدا"، و"الكاذب" و"امتلأ بالمصطلحات المعادية للسامية"، وقال إن على "إسرائيل" ألا "ترتبك" من هذه الخطاب ومواصلة طريقها للانفصال عن الفلسطينيين.
تسيفي ليفني، وزيرة خارجية الاحتلال سابقًا، قالت أيضًا إن خطاب عباس هو "مجموعة أكاذيب"، وأنه "لن يغير حقيقة التاريخ الصهيوني، ولن يحدد مستقبلنا".
وأضافت "إسرائيل قامت رغم معارضة العرب لها، وهي اليوم مطالبة بالبقاء دولة للشعب اليهودي، دون الحاجة لضم ملايين الفلسطينيين، سواء وافق عباس أم رفض".