غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر ما تحمله في جعبتها مناورة القسام.. 'إسرائيل' لن تهنأ

شمس نيوز/ توفيق المصري

في خطوة لأول مرة تحدث، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن إجراء مناورات داخل قطاع غزة، اليوم الأحد، دشنتها بعنوان "مناورات الصمود والتحدي"، لكن خطوتها الجريئة تلك بأن يُعلن فصيل فلسطيني عن مناورة كبيرة بهذا الحجم، دفعت الكثير للتساؤل حول لغز ما تريد القسام إيصاله ولمن؟.

في أعقاب إعلان القسام، أمس، طل الملثم "أبو عبيدة" في تغريدات له، عبر حسابه بـ"تويتر"، ليوضح، "أن المناورات دفاعية ومخطط لها مسبقًا"، وبالفعل بدأت مع ساعات صباح اليوم، وللوهلة الأولى لوحظ مدى التنسيق، من الرجال الملثمين بعصبات خضراء، على مفارق طرقات وشوارع غزة، بأن تلك الأيدي خططت لهذه المناورة بصمت وبعيدًا عن الأضواء.

resized_6V3A0859

ففي كل شارع من شوارع غزة انتشرت وحدات عسكرية مختلفة وكلها تتبع للقسام، والمارة يسيرون نحو أعمالهم ويلقون عليهم التحية، ويردون بأنهم سندهم إذا فكر الاحتلال بمسهم.. في تحية أخرى أشد وطأة على قلوب الاحتلال، أطلقوا صواريخ تجريبية بشكل علني نحو البحر.

إلى جانب ذلك، نُفذت مناورات بالذخيرة الحية في عدة أماكن من القطاع، واستعرضت القسام أسلحة خفيفة وثقيلة مختلفة خلال مواكب لها تجولت شوارع غزة، كما تضمنت عرض دبابات تُحاكي الدبابات "الإسرائيلية".


a756936f-d547-43ef-bc3d-18142ac0fd3a

** "غزة لن تكون نزهة"

ومناورة القسام هذه ليست الأولى ولكنها الأكبر، ومن حق قوى المقاومة أن تجهز نفسها لأي مواجهة أو تختبر مدى استعداداتها لصد أي عدوان على قطاع غزة، خاصة في ظل التدريبات والمناورات التي يجريها الاحتلال مع الجيش الأمريكي في الفترة الجارية، وفق الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف.

ويعد الصواف خلال حديثه مع "شمس نيوز"، أن مناورة القسام رسالة إلى العدو الإسرائيلي، وتحمل في مضمونها "أن أي عدوان على قطاع غزة لن يكون نزهة ولن يكون بلا ثمن وعليك أن تحذر مما لدى المقاومة".

وفي نفس الوقت رسالة للجمهور الداخلي الفلسطيني، بأن القسام بخير وأن ما لديه يمكن أن يجعل الاحتلال يفكر مرات ومرات قبل القيام بأي عملية ضد قطاع غزة، وما لدى المقاومة الفلسطينية ربما يكون مختلفًا عما كان عليه في السابق، خاصة مع تصاعد لهجة التهديد من قبل الاحتلال، بحسب الصواف.

ويشير إلى، أن المقاومة أرادت أن تختبر نفسها وتختبر إمكانياتها وتعدُ نفسها لأي عدوان يمكن أن يفكر الاحتلال بشنه مستقبلاً، عادًا ذلك بـ" مسألة معلومة لدى كل من يعمل في المجال العسكري، بأن التدريبات والمناورات لتحديث الخطط ولمعرفة واختبار القدرات".

ويوضح، أن "القسام" تريد أن تقول للاحتلال من خلال مناورتها بأن المقاومة جاهزة وما لديها سيؤلم الاحتلال، وأن عدوان على قطاع غزة ليست نزهة سهلة وسيدفع الاحتلال ثمنًا كبيرًا مقابل ذلك، "وهذه هي الصورة الواضحة من خلال هذه المناورة التدريبية"، وفق الصواف.

** "الرسالة وصلت"

انطلقت المناورة صباح اليوم، وامتلأت السماء بغربان الاحتلال- طائرات الاستطلاع-، التي تعبر عن القلق الذي أحدثه إعلان القسام أمس، وتفاعل معه، وهكذا تدل تصرفاته، بحسب المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي.

وكانت هناك تحركات "إسرائيلية" ولوحظ خلال الساعات الأخيرة التي أعلن فيها عن مناورة القسام تواجد كثيف لطائرات الاستطلاع في سماء قطاع غزة، الذي اعتبره الرفاتي دليلاً على مدى اهتمام الاحتلال بهذه المناورة، "وأصبح لديه فضول بمعرفة على ماذا يتدرب القسام وما هي طبيعة مناورتها وكيف سيدافع عن قطاع غزة في حال حدوث حرب جيدة؟".


7c33bb0b-0369-4f73-93f6-730671032de2
5d32e791-eee5-4b86-a27f-48196c09e3bf

ويقول الرفاتي لـ"شمس نيوز"، إن المناورة العسكرية التي تقوم بها القسام وجدت صدًا في الإعلام الإسرائيلي ووجدت متابعة لها منذ الصباح، وهناك ربط لكل ما يحدث من انفجارات داخل قطاع غزة وإطلاق صواريخ باتجاه البحر وكل ما يجري داخل غزة".


resized_6V3A0808
resized_6V3A0962
resized_6V3A0738
resized_6V3A0952
resized_6V3A0859
resized_6V3A0837

واهتمت الوسائل الإعلامية التابعة للاحتلال كثيرًا في هذه المناورة من خلال حجم وعدد الأخبار التي نشرتها، وكان هناك استعدادات ميدانية من قبل جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة، خشية أن تنتقل مناورات القسام وتطور إلى مواجهة أو عمل عسكري مع "إسرائيل"، وفق الرفاتي.

ويرى، أن الاحتلال وصلته الرسالة بأن هذه المناورة عبارة عن مناورة دفاعية، تريد القسام من خلالها إظهار قوتها أمام "إسرائيل" حتى لا تذهب إلى حرب، وأن المقاومة ومن خلالها إعلان "المناورة دفاعية" أنها لا تريد الذهاب إلى الحرب خلال الفترة الحالية نظرًا لعدد من المعطيات.

وأبرز تلك المعطيات بحسب الرفاتي المتابع للوضع الاقليمي إلى جانب أنه مختص بالشأن الإسرائيلي، أن الواقع السياسي والإقليمي والدولي المحيط بالقضية الفلسطينية لن يكون في صالح المقاومة خلال الفترة المقبلة في حال دخولها إلى حرب، لافتًا أنه في هذا الواقع –الحرب- لن تتمكن المقاومة من ترجمته إلى خطوات سياسية على الأرض.

واعتبر عدم توجه المقاومة للتصعيد بأنه "دليل وعي لدى المقاومة بأنها تريد أن تحافظ على قدراتها في قطاع غزة في ظل الواقع الصعب"، منوهًا أنها "تريد أيضًا إيصال رسالة أخرى للاحتلال بأن لا تعتدوا على المظاهرات السلمية على حدود قطاع غزة خلال الأيام المقبلة حتى لا ننجر إلى حرب جديدة".