قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، إن الأمين العام السابق للحركة الراحل د. رمضان شلح، أغنى مسيرة العمل الوطني، وحمل أمانة قيادة الحركة، في وقتٍ عصيب، بعد استشهاد المؤسس الكبير د. فتحي الشقاقي، مؤكدًا أن الأمانة كانت ثقيلة، والتحديات كبيرة، لكن أبا "عبد الله" كان على قدر الأمانة، وحملها بشجاعةٍ ومضى بها.
وأكد الشيخ عزام، في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الدكتور رمضان عبد الله شلّح، في فعالية وسام الفقيد الكبير بغزة، أن د. رمضان مضى ويسير على دربه قائد ماضٍ هو الآخر على عهده (أبو طارق النخالة).
وأضاف: "ونحن نؤبن د. رمضان نعيشُ ذكرى النكبة الثانية، والتي كانت أشبه بالزلزال بعد سقوط القدس، الذي لازالت توابعه موجودةً حتى اللحظة.
وأشار إلى أن مسيرة الشعب الفلسطيني حافلةٌ ومزدحمة بالأسماء والتواريخ والمشاهد، على مدى 100 عام من الصراع، الذي قدَّم تلالاً من التضحيات، وانتقل من نكبةٍ إلى نكبة، لكن ما ميَّزه أنه ظلَّ ثابتاً وشامخاً ومتمسكاً بحقوقه، لم يضعف، ولم يخضع، ولم يستسلم.
وأضاف: "فقدنا قادةً كباراً، وعظاماً، نشعرُ بالخسارة لغيابهم نعم، لكن هذه المسيرة تستمر، وهي شيء من نعم الله، وأمداد الله لهذا الشعب، الذي اصطفاه الله، وكان مؤتمناً على فريضة الجهاد".
وتابع: "شعبنا كل شعبنا مؤتمنٌ على هذا الحملِ الثقيل، لكن القادة أمثال د. شلَّح، فهم يحملون المشاعل، وبغيابهم تستمرُ المسيرة"، لافتًا إلى أن معركة سيف القدس كانت دليلاً إضافياً على قدرة هذا الشعب، وحيويته.
وأكد أن دولًا كبيرة لا تستطيع أن تستدعي سفير الاحتلال لديها، لكن غزة فعلت ما رآه العالم كله على مدار 11 يوماً.
وذكر، أنه لم يكن أحد يتصور بأن شعبنا بعد الويلات والنكبات والمجازر، يمكن أن يظل صامداً وصابراً وثابتاً، كما يحصل الآن، فالشعوب والأمم الحيَّة لا تنشغل بعد الخسائر والقتلى، رغم الألم وخسارتهم، بل تعض على جراحها، وتشيع شهداءها، وتمضي بكل فخر وشجاعة وبسالة من أجل تحقيق الأهداف التي ضحى لأجلها الشهداء والجرحى والأسرى.
وشدد على أن رغم المعاناة والألم وفقد القادة، "نزداد إيماناً بأن فلسطين ستعود لأهلها، وواجبنا كما كان واجب د. رمضان، أن نسعى بقوة لاختصار المسافة، وتقليل حجم المعاناة".
وطالب الشيخ عزام، الفلسطينيون اليوم إحياء مشروعهم الوطني، وترتيب صفهم الداخلي، فهم الرافعة للأمة كل الأمة بل وللعالم.
وأضاف: "من راهن على شعبنا سيكسب الرهان -إن شاء الله-، وفأل "إسرائيل" خاب"، متابعا: "شعبنا شريكٌ في كل ما تحقق بمعركة سيف القدس، التي كان لفصائل المقاومة وشهدائها فيها فضلٌ كبير".
ووجه التحية، لأرواح الشهداء العظام، وللقادة، والمجاهدين، ولأصغر طفل مضى في معركة سيف القدس شهيداً، كما وجه التحية لجماهير الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948، في اللد، الرملة، المثلث، الجليل، حيفا وكل ربوع وطننا، ولأهلنا في القدس والضفة والشتات، ونسأل الله الرحمة الشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية لأسرانا البواسل.