بقلم/ ملاك درويش
رهائن في دوامة المواقع، نتابع ويتابعوننا، نعرفهم ولا نعرفهم، تساؤلات وإجابات ممنهجة.. الرمادية تغطي المكان رغم شدة وضوحه!
صور وفيديوهات وجمل وكلمات يضعها المستخدم على مدار اليوم، متاحا في كل مكان ووقت أعتقد أنه فيه شيئا من الزمكان ولكن بلاواقعية.
هل سبق لك ونمت على سريرك بلباس رسمي؟ الإجابة حتما لا! ولكن إن أردت تصوير نفسك ولصق صورتك على هذه المواقع ستكون بأبهى حلّتك، لأنك رهينة المتابع والموقع والشاشة ووقتك الذي يحترق رمادا من عمرك.
لطالما رددت عبارة أن "الوقت هو المال" في كل مرة أرى نفسي مسجونة خلف الهاتف.
في مكان يريد فيه الجميع إظهار أجمل شيء فيه وعنده، ولكن هل هذا حقيقي؟؟!!
كم من مرة كنت تبكي فيها ووضعت صورتك مبتسما لتوهم الناس أنك سعيد؟
كم من مرة ظن الناس أنك من طبقة الأثرياء، وأنت في الواقع تستهلك أكثر مما تنتج؟
كم من مرة تحدثت كفيلسوف من خلف الشاشة وفي الواقع تجلس صامتا لا أثر لك؟
كم من مرة قارنت نفسك بأناس نمطيين في الموضة والجسد وكل شيء؟
كم من مرة بكت فتاة لأنها لا تشبه فلانة على هذا الموقع؟
كم وكم وكم!!؟؟ والإجابة واحدة: في عالم يخلو من الحقيقة والإنسانية والصور النمطية والتسليع لا بد أن تكون أنت كما أنت مقتنعا بذاتك ونفسك ومنزلك وثيابك ووزنك وشكلك وعائلتك رافضا السلب في كل أشكاله.
عندما تحصن نفسك تكون قد استفدت من هذه الدوامة بإيجابية تخلو من السلبية والمشاكل.
نعم المشاكل والتداعيات من تبعات هذه المواقع التي فككت أسر وسلبت قناعة شاب وفتاة وأضاعت وقت وعقل ونفس كل من تاه في هذه الدوامة اللاواقعية.
تذكر، أنت مَلك نفسك، وقلمك ملكك كن سيدا في هذه المواقع لا رهينة مبتذلة كرقم ضائع.
واسأل نفسك دائما ماذا قدمت لي هذه الوسائط الاجتماعية؟ هل أخذت مني أكثر مما أعطتني؟ هل قدمت فيها شيئا حقيقيا يشبهني؟ أم أنني كنت مبتذلا تائها كغيري أقلد فلان وفلانة؟!