في حوار أجرته قناة الميادين مع نائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق، قال انه لا يرغب في تناول موضوع صفقة تبادل الاسرى عبر وسائل الاعلام، حتى لا يؤثر ذلك على تفاصيل الصفقة، وكان أبو مرزوق قال في تصريح صحفي، "إن الاحتلال الإسرائيلي قرر التعامل مع ملف الأسرى بعد عدة تأجيلات"، مشيراً إلى أن هناك تطوراً أساسياً في الملف. وأضاف أن هذا الملف سيكون جاهزاً خلال أسابيع إذا استجاب الاحتلال لمطالب الحركة، مشيراً إلى أن الاحتلال يماطل مراهناً على الوقت والمناورة، لكن فصائل المقاومة الفلسطينية يختلف اداؤها جذريا عن أداء السلطة في التعامل مع الاحتلال, وهى لا تتراجع عن مواقفها, ويبدو ان الاحتلال فهم عقلية المقاومة وقد بدأ يتراجع عن مواقفه الرافضة لإجراء صفقة تبادى اسرى مع حركة حماس, وبدأ يطالب حماس ببث فيديو عن بعض الجنود الاسرى لديها كي يبدأ تدشين صفقة تبادل بشروط المقاومة التي رفضت كل الضغوطات التي مورست وتمارس عليها لإبرام صفقة مع الاحتلال مقابل تحسين الأوضاع المعيشية للسكان الفلسطينيين وتحديدا في قطاع غزة, فقد ظن الاحتلال ومن تساوق معه ان هدف المقاومة من اسر الجنود الصهاينة هو انشاء ميناء صناعي, او تحسين الكهرباء وتطوير الشركة, او ادخال المساعدات والأموال القطرية الى قطاع غزة, لكن هذه كلها استحقاقات طبيعية للفلسطينيين, وهى غير مرتبطة بتاتا بصفقة تبادل الاسرى, وقد نجحت كتائب القسام عن فصل ملف الصفقة, عن التزام الاحتلال بشروط المقاومة.
الاحتلال الصهيوني وبعد ان لمس عدم إمكانية احداث أي اختراق في ملف صفقة التبادل طالب الوسطاء بالتكتم على التفاصيل تماما لان من شأن الحديث عن تفاصيل الصفقة ان يثير وسائل الاعلام الإسرائيلية ويؤدي الى انتقاد لاذع لحكومة نفتالي بينت, لذلك ترفض حماس الحديث عن تفاصيل الصفقة عبر وسائل الاعلام حتى تعطي فرصة لإنجاح صفقة التبادل, فهناك رغبة لدى حماس بإبرام الصفقة ولكن وفق شروطها, وهناك رغبة أيضا لحكومة نفتالي بينت لابرام صفقة التبادل نتيجة الضغوط التي يتعرض لها من ذي الجنود الصهاينة المفقودين, وحتى يكسب جولة على حساب بنيامين نتنياهو الذي فشل فشلا ذريعا في احداث أي اختراق في صفقة تبادل الاسرى رغم استخدامه الدبلوماسية السياسية عبر الوسطاء واستخدامه القوة المفرطة ضد الفلسطينيين بشن عدوان على قطاع غزة لكنه فشل في كل الأحوال في تحقيق أي انجاز في هذا الملف, ويحاول رئيس الوزراء الصهيوني المجرم نفتالي بينت ابرام هذه الصفقة مع السعي للوصول الى فترة تهدئة طويلة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, واللقاءات التي أجرتها حركة حماس في القاهرة مؤخرا تناولت إمكانية ابرام صفقة تبادل والسعي لإنجاز فترة تهدئة طويلة طالبت بها "إسرائيل", لكن حماس رفضت ان يتم ربط التهدئة بملف الجنود الصهاينة الاسرى, وقررت ان كل ملف منفصل عن الاخر, وله شروطه الخاصة, ورفضت ان تتم التهدئة مقابل تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين وتحويل قضيتهم الى مجرد قضية إنسانية.
حكومة نفتالي بينت لا زالت تدرس كل الخيارات, وهى تحسب بدقة ردات الفعل على أي خطوة قد تقدم عليها, لأنها حكومة ضعيفة ومنهارة, وقد تسقط في أي لحظة, لذلك هي تحاول احداث حالة توافق بين كل المتناقضات لديها, فكل خطوة لهذه الحكومة الهزيلة فيها مقامرة قد تؤدي الى اسقاطها, لذلك ونحن ننظر الى ارتفاع مؤشرات اجراء صفقة تبادل في هذه المرحلة, نضع أيضا تصورات أخرى, فحكومة بينت المتطرفة ربما تتراجع في اخر لحظة اذا ما شعرت انها ستكون محل انتقاد وسخرية من المعارضة الصهيونية بزعامة بنيامين نتنياهو, فالمعارضة الصهيونية تستطيع بقوتها التاثير في الجمهور الإسرائيلي وفي وسائل الاعلام العبرية المختلفة, ويبدو ان بينت لم ينسى تهديدات نتنياهو الصريحة له بعد ان تولى بينت رئاسة الحكومة, بانه سيسقطه في اسرع فرصة ممكنة. السيد موسى أبو مرزوق قال أن الاحتلال قرر التعامل مع ملف الأسرى بعد تأجيلات عدة، وتمثل ذلك بعدة مسائل، أولها المسألة المتعلقة بفصل قضية الأسرى عن قضية إعادة إعمار قطاع غزة، بعد أن كان يضع شرط الأسرى الإسرائيليين مقابل كل القضايا السياسية والاجتماعية، والثانية المتعلقة بزيارة وفد أمني إسرائيلي للقاهرة في فترة الأعياد اليهودية وفتح ملف التبادل مع الجانب المصري، والثالثة زيارة رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت إلى شرم الشيخ وطبيعة الوفد المرافق له، حيث كان برفقته مسؤول "ملف الأسرى", وهذه مؤشرات واضحة عن رغبة حكومة بينت في ابرام صفقة تبادل للأسرى لكن الرغبة وحدها لا تكفي, فهي تحتاج الى خضوع القوي "عسكريا" الى شروط الأضعف "عسكريا" وهذا ما يضع العقدة في المنشار دائما, ويقينا فان صفقة تبادل مشرفة ستحدث طالما بقيت المقاومة متمسكة بموقفها كما عهدناها دائما ولم تنصع للضغوطات.