يستبشر صيادو قطاع غزة خيرًا بالمنخفضات الجوية؛ كونها تُعد طوق نجاة وفرصة ذهبية لهم؛ فهي تُساعدهم على اصطياد كميات كبيرة ومتنوعة من الأسماك، إلا أنها في الوقت نفسه تُلحق أضرارا كبيرة بمراكبهم ومعداتهم، وتُعرض حياتهم للخطر.
مسؤول لجان الصيادين في اتحاد العمل الزراعي زكريا بكر، أكد أن المنخفضات الجوية سلاح ذو حدين للصيادين؛ إذ أنهم يصيدون كميات كبيرة من الأسماك في أعقاب نهاية المنخفض، تُدخل عليهم مردودًا اقتصاديًا جيدًا، إلا أن بعض المنخفضات القوية التي تُصاحبها رياح غربية تؤثر على عملهم، وتُكبدهم خسائر فادحة.
وأفاد بكر لـ "شمس نيوز"، بأنه في أعقاب نهاية المنخفض فإن الأسماك تتجه بالقرب من الشواطئ، غير أن التيارات الهوائية تصحب معها أسماك غير متواجدة بالأسواق، مثل "السردين والغزلان والطرخون والدنيس، كما أنها تشكل فرصة كبيرة لاصطياد أسماك متنوعة ذات مردود اقتصادي كبير.
ونوه إلى أسماك المنخفضات تختلف أنواعها وأحجامها عن التي تصطاد في أجواء صافية، فالتيارات المائية تُجبر العديد من الأسماك النادرة على الخروج من بين الصخور، والاتجاه صوب الشواطئ وهو ما يسهل عملية صيدها وعرضها في الأسواق.
وأشار إلى أن الجانب السلبي للمنخفضات على الصيادين، يكمن في البنية التحية لقطاع الصيد؛ فهي غير مؤهلة للمنخفضات، وخاصة أن مناطق عدة من سواحل القطاع تعرضت لعملية نحر كبيرة، كمنطقة الشاطئ ودير البلح، لافتا إلى أن مراكب الصيادين كادت أن تتحطم جميعا العام الماضي؛ بسبب قوة المنخفضات والأمواج والرياح التي ضربت المنطقة.
ووفق بكر، فإن المنخفضات تكبد الصياد خسائر، تتمثل في سحب شباكهم وتحطيم محركاتهم، ومراكبهم، ومعدات صيدهم، وأحيانا تسحب المراكب من الشواطئ إلى أميال في عرض البحر، إضافة إلى أن بعض المراكب لا تتحمل ضغط الأمواج القوية؛ فينقلب القارب داخل البحر، وقد يؤدي إلى وفاة صاحبه، كما حصل العام الماضي مع صياد من عائلة مصلح.
ويعدُّ قطاع الصيد من القطاعات الاقتصادية بالغة الأهمية؛ إذ يشارك في دعم الناتج القومي الفلسطيني، عبر تشغيل أعداد كبيرة من الصيادين، يقدر عددهم حسب وزارة الزراعة ب4000، يعيلون نحو 40 ألف نسمة.