ولد مجاهدنا ياسر تيسير داود في مدينة القدس المحتلة، وترعرع داخل أزقتها وشوارعها وبيوتها التاريخية، وكبر شيئًا فشيئًا على انتهاكات العدو الصهيوني بحق المقدسيين وانتزاع حقوقهم في مقدساتهم ومنازلهم وتنقلاتهم.
وعلى حبّ القدس كبر ياسر ونما قلبه الذي تعلّق بفلسطين ومقاومتها حيث انتمى لحركة الجهاد الإسلامي لما تحمله الحركة من نهج أصيل وثابت في مجابهة العدو ومنع استقراره بأي حال من الأحوال.
بعد سماع مجاهدنا بمجزرة عيون قارة (ريشون لتسيونا) التي ارتكبها مجرم صهيوني بحق عمال فلسطينيين وأدت لارتقاء 7 منهم شهداء، ومن قبلها مجزرة الأقصى كانتا دافعًا لمجاهدنا وحرّكتا فيه ثورة الانتقام، ولأنه ابن الجهاد لم يفكّر كثيرًا فتقدم نحو الواجب منطلقًا من بيته الذي يقع في بيت دقو حاملًا سكينًا ماضيًا في طريق الانتقام من المحتل بتاريخ 17/05/1991م، فركب سيارةً وتوجّه إلى القدس، وفي الطريق نزل في بيت حنينا وواصل طريقه مشيًا على الأقدام، ثم ركب ثانيةً وتوجه إلى حي المدفعية غربي القدس فوجد مجموعة من الصهاينة، فأخرج سكينه وانقضّ عليهم.
وبحسب صحيفة حدشوت العبرية بتاريخ 20/05/1991م "فإن المهاجم ياسر تيسير داود 21 عامًا من بلدة بيت دقو اعتُقل على يد مستوطنين وشرطة بعد مطاردة في شوارع القدس".
وتُورد الصحيفة أن "المهاجم وصل لمركز المدينة ومعه سكينًا طوله 40 سم وخلال صرخات الله أكبر هجم على صهيوني وطعنه مرتين بالسكين واستمر باتجاه شارع النبيين وهناك طعن صهيونية مرتين كانت تنتظر بمحطة الحافلات، ثم طعن ثالثًا والذي قام بملاحقة المهاجم لامتلاكه مسدسًا حيث ضغط على الزناد فلم يطلق المسدس النار".
وبعد عملية الطعن تكاثر عليه الصهاينة واستطاعت شرطة الاحتلال القبض عليه وتحويله للتحقيق حيث تعرض لتحقيق قاسي ثم تم نقله لعزل الرملة تحت الأرض، وبعدها أصدرت المحكمة الصهيونية الظالمة عليه حكمًا جائرًا بالسجن 60 عامًا.
لم تضعف عزيمة مجاهدنا أو تلين، ولم يردعه العزل أو الحكم بالأسر عن القيام بواجبه من جديد، فقام بطعن ضابط القسم بسكين كان قد أعدها بنفسه، لكن الشرطة أمسكت به وتعرّض للضرب الشديد وتم إضافة عامين لحكمه السابق ليصبح 62 عامًا أمضى منها 20 عامًا بين إخوانه محبوبًا، وتنقل بين عدة سجون صهيونية، شارك خلال وجوده بالسجن إخوانه الأسرى كافة الخطوات التي خاضوها لمواجهة إدارة السجن وتحسين شروط حياتهم، إلى أن قدّر الله له الحرية في صفقة وفاء الأحرار بتاريخ 18/10/2011م.
حديثنا في المرة القادمة عن عمليتي طعن نفذهما المجاهد إياد أبو خيزران عام 1991م