ها هو شهر رمضان يوشك على الانقضاء، وما يزال الارتفاع الحاد في أسعار الدجاج سيد الموقف في أسواق الضفة، وما زال المواطن غير قادر على شراءها، رغم أن حكومة محمد اشتية قدمت وعودا واضحة للمواطنين مع بدء الشهر الكريم بخفض الأسعار.
لكن يبدو أن تلك الوعود كانت مجرد كلام فارغ لا معنى له، فالحكومة التي أثبتت فشلها في إدارة الشأن الاقتصادي، يتورط بعض المتنفذين فيها في موجة الغلاء الحالي التي تضرب كل السلع تقريبا، حيث يتشارك كبار مسئوليها مع بعض التجار في احتكار للسلع الأساسية ومنع خفض أسعارها وتقليل كمية طرحها في الأسواق.
ونتيجة لذلك، ازداد السخط والغضب في صفوف المواطنين، حيث نددوا بفشل الحكومة في حماية المستهلك، وتوجهوا نحو خيار المقاطعة بشكل جدي، حيث تصاعدت الدعوات لمقاطعة اللحوم البيضاء وخاصة الدجاج، تحت شعار "قاطعوه.. خليه يكاكي".
وكتب المواطن بسام عواودة، ساخطا على موجة الغلاء الحالية، وعلق قائلا: يجب علينا مقاطعة الحياة حتى نرتاح من ظلم التجار.. لماذا يا حكومة عاجزة عن إيجاد البديل ...سيطرت التجار على جميع مناحي الحياة وهم يتمنون أن يستمر رمضان 50يوما حتى يجمعوا الملايين...لا بارك الله في أموالهم".
أما المواطن محمد اخليل، فأكد أن الغلاء طال كافة السلع الأساسية للمواطنين، وعلق قائلا: "طب شو نقاطع وشو مانقاطع كل شي غالي اللحم والزيت والطحين والغاز والمحروقات والكهرباء وووووووووو".
أما المواطن أنس فريجات، فعبر عن غضبه من استمرار ارتفع الأسعار وسط غياب تام للحكومة، وعلق قائلا: "ايش بدنا ناقطع الدجاج ولا الأعلاف ولا السولار احنا بيلزمنا نيزك حسبي الله ونعم الوكيل في هيك حكومه وحمايه مستهلك".
أما المواطن زهير أبو محمد جمهور، فسخر من تصريح سابق لرئيس الحكومة محمد اشتية زعم فيه ان الاقتصاد الفلسطيني في مرحلة التعافي، وعلق قائلا: "هذا سبب من الأسباب لنمو وتعافى الإقتصاد الفلسطيني ... والحمد لله رب العالمين".
أما المواطن يوسف غنيمات، فصب جام غضبه على المسئولين الحكوميين الذين يشاركون في رفع الأسعار عبر التشارك مع التجار، وعلق قائلا: "حسبنا الله ونعم الوكيل بطلت تفرق الشكوى لغير الله مذله.. ما ضل كثير ليوم القيامه خليهم يوكلو حرام صحاب الكراسي".
أما المواطنة أحلام نجاجرة، فعبرت عن حيرتها وحزنها من أن المواطن قد يضطر لمقاطعة كل شيء في ظل ارتفاع الاسعار وضعف الرواتب، وعلقت بقولها: "شو بدنا نقاطع لنقاطع. أسعار في سابع سما و رواتب في سابع أرض و حسبي الله ونعم الوكيل".
أما المواطنة عبير ضبان، فعبرت عن غضبها على الحكومة والتجار المحتكرين، وعلقت بقولها: "حسبي الله ونعم الوكيل بالأول ع الحكومه وبعدها ع التجار لانه الحكومة مساعده التجار على رفع الأسعار علشان تحصل ضرايب اكتر لانه بطل حد يساعدها من الدول المانحه".
فشل حكومي
وكان استطلاع للرأي، أظهر أن غالبية المستطلعة آراؤهم يعتقدون ان الإجراءات التي أعلنتها حكومة محمد اشتية مؤخرا لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية ليس لها أثر ملموس.
وجاء الاستطلاع الذي أجرته شبكة وطن الإعلامية، من خلال طرح سؤال على الجمهور حول رأيه في الإجراءات التي أعلنتها الحكومة مؤخرا لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وقال 74 % من المستطلعة آراؤهم أن ان الإجراءات التي أعلنتها الحكومة مؤخرا لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية ليس لها أثر ذات ملموس، بينما رأى 13 % ان تلك الاجراءات مؤقتة ومحدودة الأثر.
ارتفاع قياسي
من جانبه، قال الباحث الاقتصادي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أشرف سمارة إن الربع الأول من العام الحالي شهد ارتفاعا في الرقم القياسي لأسعار الجملة بنسبة 3.86 مقارنة بالربع الرابع العام الماضي.
وأرجع سمارة ذلك الارتفاع لأسباب عديدة، أبرزها، ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه الطازجة في فلسطين، بنسبة 40 % ما أثر على ارتفاع الرقم القياسي لأسعار الجملة، اضافة الى وجود عوامل اخرى، كارتفاع اسعار الدواجن، وارتفاع اسعار الوقود، الامر الذي أثر على مدخلات وتكاليف الإنتاج في فلسطين، الى جانب ارتفاع تكلفة نقل البضائع عالميا، ما يعني رفع سعر الواردات الى السوق الفلسطينية، وبالتالي ارتفاع اسعار تلك السلع حين تصل الى الأسواق.
وحول التوقعات المستقبلية بشأن اسعار السلع في الفترة القادمة ومدى انخفاضها، لفت سمارة ان ذلك يختلف بين نوعية السلع، موضحا "فيما يخص السلع التي تنتج محليا وخاصة الخضروات، والتي تأثر سعرها بدورات الإنتاج حيث كان هناك شبه تراجع في كميات الانتاج في الربع الاول بسبب موجة الصقيع، فإننا نتوقع ان يكون هناك انخفاض في اسعار المنتجات التي تنتج محليا مثل الخضراوات".