مع كل انتخابات في كيان الاحتلال يزداد منسوب شهوة القتل لدى جنرالات الموت ورؤساء أركان ذلك الجيش المهزوم نفسياً وأخلاقياً ومعنوياً، ويبدو أن دمنا ودم اطفالنا هو الطريق الوحيد للوصول إلى سدة الحكم في الكيان المجرم، ولسان حالهم: كلما قتلت فلسطينياً شاباً كان أم طفلاً أو عجوزاً، ازدادت شهرتك ورصيدك الانتخابي عند الناخب، ليزداد ذلك الصهيوني إجراماً وتطرفاً يوماً بعد يوم.
أحد هؤلاء القتلة هو رئيس الأركان "أفيف كوخافي"، الذي يوشك على مغادرة منصبه هذا الشهر، وانتهاء فترة خدمته العسكرية، ويبدو أنه يشق طريقه إلى العمل السياسي في أحد الأحزاب المتطرفة، التي تعتبر الدم العربي الفلسطيني طريق تأمين للوصول إلى الحكم والحياة السياسية.
وكوخافي، من أكثر رؤساء الأركان إجراماً وإيغالاً في الدم الفلسطيني، فهو من قام بتحديث أوامر إطلاق النار وعمليات الإعدام الميدانية، وقتل أطفالنا وشبابنا في قلب المدن، والاقتحامات والمداهمات وإعطاء قرار إطلاق النار من أجل القتل، بل تجاوز حتى قوانين الجيش التي تحظر إبداء الرأي والاصطفاف السياسي أثناء الخدمة واصطف إلى جانب اليمين الفاشي.
الاقتحامات الحالية وشهوة القتل التي يمارسها جنود الإرهاب في جنين ونابلس ومدننا وقرانا، تتعدى موضوع التصدي لعمليات المقاومة إلى كسر إرادة الجيل الصاعد، هذا الجيل الذي لا يخشى الحسابات السياسية، والذي وضع نظرية الردع الصهيوني تحت نعالهم، وسخروا من تكنولوجيا العدو، وجعلوا منه مهزلة أمام جمهوره ومستوطنيه، هذا الجيل الذي يثبت أنه أكبر من عمره ومن قادته السياسيين وبعض الزعماء العرب الذين تسللت الهزيمة إلى دواخلهم وهرولوا نحو التطبيع.
الشهيد البطل "رعد خازم" بمفرده استطاع حظر التجوال على مستوطنة تل أبيب بأسرها، ونصف الجيش النظامي وعلى رأسها "وحدة المتكال"، كان تطارده، وعائلة رعد حازم تقف مرفوعة الرأس وتقدم نماذج مشرفة من الصمود والثبات، فيما كانت هناك دول وجيوش كرتونية لم تصمد في وجه الكيان الغاصب لعدة أيام.
من يريد أن يرى هذا الجيل راكعاً في نابلس وجنين، لن يراه إلا وقت الصلاة، لكن الذي ربما لا يعلمه رئيس الكيان المنتهية فترته "كوخافي" أن سلاح القتل والارهاب والإعدام ، هو سلاح ذو حدين وسوف ينهي مستقبله السياسي قبل أن يبدأ حتى.
وهذا يعيدنا إلى انتهاء مستقبل "شمعون بيرس"، عندما قرر اغتيال المهندس يحيى عياش عام 1996م، فسلاح الارهاب والقتل لأبناء شعبنا، لن يكون طريق السلامة والانخراط في العمل السياسي، في حين قرر المجاهدون الانتقام والرد على هذه المجازر، ليثبتوا أن دمنا ليس للبيع وليس للمراهنة السياسية.
إذن، فليحذر هؤلاء غضب شعبنا الذي صنع المعجزات على مدار تاريخه، بل ستكون النتائج عكسية وسوف يخسر هؤلاء القتلة مستقبلهم السياسي برمته، فنحن لسنا ضعاف ولسنا خراف تذبح "بضم التاء" نحن سكاكين تذبح "بفتح التاء". عدة شبان فقط يستطيعون التحكم بمصير أكبر السياسيين الصهاينة، وتحديد من يحكم في الكيان ووجه الحكم ونظام الحكم.
نحن لسنا ضعفاء وإن تقوى علينا العدو بالعتاد والعدة، لسنا ضعفاء ولسنا الحلقة الأضعف أبداً. فقمة الضعف تساوي قمة القوة نحن ننتصر عليهم بضعفنا، ولن تستطيع أي قوة عالمية مهما بلغت من قوة وعظمة أن تنتصر على شعب أو أمة ليس لديها ما تخسره، وتحرص على الموت كما هم يحرصون على الحياة.
نحن نعيش الحياة لكن بشرف وعزة وكرامة وحرية، ولا نخاف الموت إن كان البديل هو الذل، إذن نحن متساوين في فرض النتائج على أرض الواقع، لذا احذرونا إن غضبنا.