"حصل تامر على أعلى مراتب التخرج، ونال الشهادة بجدارة"، لم تكن هذه كلمات أم تحتفل بتخرج نجلها من الجامعة بعد أن أنهى تعليمه الدراسي؛ لكنها كلمات خرجت من قلب مجروح؛ فقد فقدت الأم فلذة كبدها بعد أن نصب عملاء الاحتلال كمينًا له في مدينة نابلس بالضفة المحتلة.
والدة الشهيد تامر الكيلاني تستقبل المئات من النساء اللاتي يقدمن لها المواساة والتهاني بعد اغتيال نجلها، وتصدر منها كلمات قوية تعبر عن مدى ثقة الأم بأصدقاء نجلها قائلة: "أصدقاؤه سيأخذون حقه وسيثأرون من الاحتلال وأعوانه".
قالت الأم تلك الكلمات وسط حضور مهيب من النسوة، رغم أن عيونها تبكيه وترثيه، ودقات قلبها تخفق بشدة؛ لفقدان فلذة كبدها لكنها تقول: "مش راح ينسوه، ابني مرضي عنه، واستشهد كرارا مقداما مقبلا غير مدبر".
رغم حالة المطاردة اليومية التي تعرض لها تامر إلا أن قلبه كان معلقًا بالمنزل، فتشير الأم إلى أن نجلها يتواصل معها يوميًا، وتطلب منه التوقف قليلًا والهدوء؛ لأن خلفه زوجة وأبناء، فكان رده المزلزل على والدته: "سأترك كل شيء، ولنا الله فقط".
ترفع والدته يديها أمام النسوة وتقول: الحمد لله ابني اليوم خريج نال الشهادة بأعلى الدرجات، بشهامة وجدارة وإقدام...الله يرضى عنك يا ولدي".
هكذا رثت والدة الشهيد تامر الكيلاني نجلها، والذي استشهد صباح اليوم الأحد 23 أكتوبر 2022 في عملية اغتيال جبانة، إذ وضع العملاء عبوة ناسفة على دراجة نارية ألقيت بالقرب من المكان الذي مر بجانبه تامر، وما أن وصل قربها حتى انفجرت متسببة في استشهاده.
مجموعة "عرين الأسود" أعلنت صباح اليوم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت أحد كوادرها في البلدة القديمة من نابلس، بانفجار دراجة نارية.
وقالت في بيان إن انفجارا وقع في الساعة الواحدة والثلث فجرا، داخل البلدة القديمة، أسفر عن إصابة الكيلاني بجراح حرجة أدت لاستشهاده، وتوعدت الاحتلال برد قاس ومؤلم.
ونعت "عرين الأسود" الشهيد الكيلاني واصفة إياه بأنه من أشرس مقاتلي المجموعة، موضحة أنه استشهد بانفجار عبوة "تي أن تي" لاصقة، بنفس طريقة اغتيال الشهيدين الناني جوابرة وباسم أبو سرية، (استشهدا بانفجارين منفصلين خلال الانتفاضة الثانية).
ونشرت تسجيلين مصورين من توثيق وحدة الرصد التابعة لها، يظهر في أحد الأشخاص قام في وقت سابق بترك دراجة نارية، وفي التسجيل الثاني يظهر لحظة وقوع الانفجار أثناء مرور الكيلاني بجانب الدراجة.