شمس نيوز/سماهر البطش
تصوير/حسن الجدي
من بين حروف "الحاجة أم الاختراع"، ابتكر الغزّيون المدمرة بيوتهم بفعل العدوان الأخير على القطاع، فكرة لصنع مأوى لهم يسترهم ويستر صغارهم ويقيهم ويلات التشرد، باستخدام الألواح الخشبية، في ظل غياب أفق الإعمار، واستمرار الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال مواد البناء إلى غزة.
فالمواطن عبد الله العجلة من سكان حي الشجاعة شرق مدينة غزة، لم ينتظر أحدا يعيد له إعمار منزله الذي قصفته المقاتلات الإسرائيلية في حرب 2014, فهو لا يريد أن يفارق أرض الشجاعية التي سطرت ملاحم الصبر خلال التوغل البري في الحي الواقع شرق مدينة غزة العام الماضي.
أفضل من الإيجار
يقول العجلة لمراسلة "شمس نيوز": هدم الاحتلال منزلي المكون من ثلاثة طوابق في الحرب الأخيرة ولكن بصمودي وصبر عائلتي جاءتنا بفكره بناء منزل من الخشب على أنقاض منزلنا المدمر".
وأوضح أنه اضطر إلى بناء هذا البيت لقناعته بأن أحدا لا يهتم بحاله وأحوال أمثاله من الذين فقدوا بيوتهم، مضيفا: قمت بتجميع قطع خشبية مستعملة مستطيلة ووضعتها بجانب بعضها البعض، وكونت بناء جميل الشكل يتكون من ثلاثة غرف ومطبخ ودورة مياه".
ويضيف العجلة: الإيجار مرتفع جدا، والوضع الاقتصادي صعب للغاية, وأنا أعيل أحد عشر فردا , وبناء البيت الخشبي أفضل بكثير من المكوث في المدارس".
ووجه المواطن مناشدة طالب فيها المسؤلين بأن يتفقدوا أحوال المنكوبين، متسائلا: أين دور الحكومة والمؤسسات الدولية؟".
مللت مراكز الإيواء
أما المواطن أبو سليم حمد، من سكان شمال قطاع غزة، فلجأ لبناء بيت خشبي يأوي إليه هو و أسرته بدل بيته الذي دمرته دبابات الاحتلال، ليقول بنبرات غاضبة: كثرت الوعود وطال انتظارها، ولا تزال قضية إعادة الإعمار تراوح مكانها".
وأكمل حديثه لـ"شمس نيوز":مللت العيش في مراكز الإيواء، فقررت الرجوع إلى مكان بيتي المدمر، وبادرت بتجريف الركام، وبناء بيت من الخشب، هذا أفضل من العيش في المدارس ومراكز الإيواء".
وتابع أبو سليم بالقول: جمعت ألواح خشب قديمة من هنا وهناك لأبني بيتي الجديد، وفعلا تكللت الفكرة بالنجاح, ورغم المشقة والتعب في بناء هذا البيت وكلفته المادية، إلا أنني أرى فيه الحل الوحيد في ظل الحصار المستمر وتأخر الإعمار" مشيرا أن تكلفة البيت الخشبي بلغت1500دولار أمريكي، ويتألف من غرفتين ومطبخ صنعت من ألواح الخشب، والأرض عبارة عن رمال مفروشة بالنايلون المقوى.
ويعتقد المواطن حمد أن المنزل الخشبي أفضل بكثير من الكر فات التي تم توزيعها على المواطنين "لأن الخشب بارد في الصيف ودافئ في الشتاء" بحسب تعبيره.
بديل رائع
ومن جهته قال المواطن يوسف دلول، من حي الزيتون، والذي فقد هو الآخر منزله خلال العدوان الإسرائيلي العام الماضي، إن البيوت الخشبية تعد بديلا رائعا في ظل تأخر إعادة الإعمار ".
وأضاف: لن ننتظر كوبون مواد البناء الذي بات في علم الغيب، لذلك قررت بناء بيت من الخشب لحين مجيء الفرج".
ويرى دلول أن "البيت الخشبي لا يلبى كافة احتياجات الأسرة، ولكنة أفضل من العيش في مراكز الإيواء المزدحمة".
وأكد أن البيت الخشبي يتميز عن الكرفان في القدرة على تحديد مساحة المنزل وشكله وعدد الغرف التي يحتويها.
ودمرت إسرائيل خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة في صيف 2014 مئات المنازل، والمساجد والمؤسسات الأهلية والحكومية، الأمر الذي نتج عنها تشريد عشرات آلاف الأفراد إلى مراكز إيواء افتتحتها "الأونروا" كبديل مؤقت بانتظار تنفيذ وعود الإعمار.
ولجأ كثير من الذين فقدوا بيوتهم إلى العيش في منازل مستأجرة، فيما لا يزال بضع عشرات يقيمون في مدارس الأونروا.