غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"كن عونًا للناس دومًا".. مبادرة ريادية لمساعدة مرضى قطاع المحوَّلين إلى مشافي الضفة

مبادرة كن عونا
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

ما إن يصل مرضى السرطان، أو أي من المرضى المحوَّلين من قطاع غزة، إلى أحد مشافي الضفة بشكل عام، أو مشافي نابلس بوجه الخصوص، إلا ويجدون استقبالًا باهرًا، واهتمامًا لافتاً من قبل مجموعة خيرية، وهبت وقتها وجهدها لخدمتهم وتوفير كل احتياجاتهم أثناء فترة العلاج.

صاحب الفكرة، العميد مفيد مرقة والمعروف بـ"أبو بكر"، يقضي ساعات يومه لتوفير هذه الاحتياجات للمرضى والمرافقين من مأكل ومشرب، ومسكن، بالإضافة إلى رحلات ترفيهية في المناطق السياحية بالمحافظة.

يروي "أبو بكر" بداياته مع هذه العمل الخيري، مبينًا أنه بدأ به منذ نحو عشرة أعوام – عام 2013 –، عندما عاش تجربة مشابهة، متمثلة بإصابة ابنه الوحيد "بكر" بهذا المرض، وتحويله لمشافي الأردن للعلاج إلى أن منَّ الله عليه بالشفاء.

يقول لـ"شمس نيوز": "بعد أن منَّ الله على ابني بأن شفي من هذا المرض، شعرت بحاجة المرضى ومرافقيهم للمساعدة، فبدأت العمل مع المستشفى الوطني في نابلس، من خلال تقديم الواجب للمرضى فيها من رفع المعنويات عبر مخيمات صيفية للأطفال المرضى بالسرطان".

بدأ العميد مرقة بتوسيع عمله الخيري المقدم لمرضى السرطان، خاصة الأطفال منهم، سيما مع افتتاح قسم لعلاجهم في مستشفى النجاح، وبدء التحويل من قطاع غزة إلى مشافي نابلس.

يشير إلى أن تقديم الخدمات للمرضى وذويهم، فتح المجال أمامه حتى أنهم أصبحوا يعتبرون أنفسهم بين أهلهم، وليسوا بعيدين عن بيتهم.

يكمل هنا: "أصبح المرضى ومرافقيهم يأتون ويتواصلون معي حتى بعد عودتهم وانتهاء رحلة علاجهم (..) عملنا لا يقتصر على مشافي نابلس، نصل إلى المحولين لمشافي رام الله وفي بعض الأحيان مشافي الخليل".

توفير الاحتياجات

العديد من الاحتياجات التي يقدمها "أبو بكر"، بالتعاون مع أهل الخير في نابلس وجنين وطولكرم، كل هذه الاحتياجات الموفرة جاءت نتيجة علاقاته بالتجار وأصحاب المحال، مستثمرًا هذه العلاقات بدعم المرضى.

يقول "أحد الإخوة يعمل بأم الفحم، سمع بما أقوم به، جلس معي، وساعدني للوصول لأهل الخير، بالإضافة إلى تُجّارنا بالضفة الغربية، الذين يعملون على تأمين الأكل من خلال المطاعم، بالإضافة للترفيه والمنتزهات".

يتابع: " أحد التجار خلال الأيام الأخيرة وفّر ما قيمته 13 ألف شيكل من المواد التموينية، للمرضى، بالإضافة إلى العديد من الجمعيات المختلفة والمخابز تعمل على توفير الطعام، وتتواصل معنا لتوزيعه على المرضى ومرافقيهم".

هذا الخير والمواد المختلفة التي يتلقاها "أبو بكر" من أهل الخير، دفعته للقيام بإنشاء مخزن يضع فيه كل ما يتم توفيره.

ولم يقتصر عمل "أبو بكر" ورفاقه في هذه المبادرة على توفير المأكل والمشرب، وإنما ينظم للمرضى ومرافقيهم رحلات دورية لأرقى مطاعم نابلس، ومنتجعاتها التي تستقبلهم على نفقتها الخاصة، بالإضافة إلى منطقة وادي الباذان.

كما أنهم يعملون على توفير فاتورة الأدوية -الروشيتة- للمرضى، سيما تلك التي لا توفرها الوزارة لارتفاع ثمنها، من خلال أهل الخير، أو الصندوق المخصص لهذا الشأن.

بالإضافة إلى كل ما تقدم فإنهم يوفرون مواصلات عودة المرضى من مشافي نابلس إلى قطاع غزة، منذ خروجه من المشفى وصولًا لحاجز بيت حانون.

رسالة مهمة

"أبو بكر" يشدد على أن هدفه من هذه المبادرة تجسيد الجسد الواحد لشعبنا الفلسطيني أينما وجد، وفي كل مكان، رافعًا شعار "كن عونًا للناس دومًا".

ويرسل رسالة مهمة لأهل الخير معربًا عن أمله أن يزداد أهل الخير المساندين له ولمبادرته، بتفقد المرضى وتقديم المساعدات المختلفة لهم.

كما يقول: "أتمنى من الجمعيات في غزة توفير بعض المواصلات للمرضى المحولين، خاصة الذين تتكرر زياراتهم للمشافي في الضفة؛ لما يعانون منه خلال توفير مواصلات تنقلهم والتي تعتبر مكلفة جدًا".