قال المحلل العسكري في صحيفة "اسرائيل اليوم" العبرية، إن تآكل الردع "الإسرائيلي" في الضفة الغربية سينعكس سلباً على بقية الجبهات وسيفتح شهية غزة ولبنان للتجرؤ على الكيان.
وأرجع المحلل العسكري في الصحيفة " يوآف ليمور"، سبب أهمية البدء بعملية عسكرية واسعة النطاق شمال الضفة يعود إلى أن وتيرة المقاومة الفلسطينية تزايدت خلال العامين الأخيرين و"بوتيرة أعنف "منذ بداية العام الجاري، وأن الفشل في الضفة سينعكس على بقية الجبهات.
وقال ليمور: " حقيقة أن رئيس الحكومة ترأس أمس جلسة المشاورات الأمنية والعسكرية في مقر القيادة العسكرية الوسطى ليس صدفة، بل كان للتأكيد على أننا لا نتحدث عن تقييم اعتيادي للوضع الأمني بل جلسة طارئة معدة لاتخاذ قرارات فعّالة على الأرض".
ولفت المحلل "الإسرائيلي" إلى أن فكرة البدء بعملية عسكرية واسعة النطاق شمالي الضفة تتم دراستها منذ فترة وهي تهدف الى أمرين: الأول هو أن المقاومة في شمال الضفة أطلت برأسها خلال الـ 18 شهر الأخيرة.
أما الهدف الثاني، فهو تحييد كمية الأسلحة الكبيرة المتواجدة هناك، النوعية منها والمصنعة بما في ذلك العبوات الكثيرة والتي تشبه ما انفجر منها قبل أيام تجاه قوات النخبة في جنين.
كما عدّد المراسل أسباباً أخرى لهكذا عملية، وهي التحريض المستمر لتنفيذ المزيد من العمليات وغياب السلطة الفلسطينية عن المشهد، حيث يحاول جيش الاحتلال منذ فترة تجنب هكذا عملية عبر سلسلة من عمليات التصفية وإحباط العمليات التي وصلت الى 375 عملية تصفية وإحباط للعمليات، وذلك مقارنة مع 474 عملية بهذا السياق العام 2022.
في حين يرى الكاتب أن الاسباب السابقة ستدفع بالجيش نحو عملية واسعة النطاق شمال الضفة وأن عمليات متطرفة ستسرع من اتخاذ هكذا قرار، أو وجود معلومات استخباراتية دقيقة تمكن الجيش من استهداف كبير وممنهج وعميق للبنية التحتية للخلايا المسلحة.
كما يعتقد "ليمور" أن على حكومة الاحتلال أن تقرر إذا ما كانت عملية الأمس في "عيلي" جنوب نابلس ينطبق عليها تصنيف "عملية متطرفة"، بينما يبدو أن المحدد الثاني لم يتم تحقيقه حتى الأن، وإلا لبدأ الجيش عمليته منذ زمن.
ولفت إلى أن بإمكان المستوى السياسي اتخاذ القرار بتنفيذ هكذا عملية كبيرة حتى مع وجود معلومات استخباراتية جزئية ولكن مع تحمل المجازفة.
وأضاف " من شأن هكذا عملية أن تفشل حال غياب معلومات استخباراتية دقيقة وستضطر القوات لمكوث طويل في الميدان والنتيجة لن تكون مرضية من ناحية النتائج والأضرار والانتقاد الدولي، ولربما التورط مع غزة والشمال بالإضافة إلى عدد كبير من القتلى في صفوف الفلسطينيين وجنود الجيش على حد سواء".
ويرى الكاتب أن هنالك أهمية كبيرة لكون منفذي عملية "عيلي" أمس من نشطاء حركة "حماس"، لأن ذلك يدلل على اللعبة المزدوجة التي يمارسها التنظيم، وهي الهدوء في غزة مقابل العمليات في الضفة.
واختتم الكاتب قائلاً " على –إسرائيل-أن تسأل نفسها على ضوء اللعبة المزدوجة لـ حماس، هل ستلعب دوراً تكتيكياً في شمال الضفة فقط، أم أنها ستوضح لحماس إلى اين تصل حدود اللعبة، حتى لو كان الثمن تصعيداً جديداً في الجنوب وربما في الشمال.
كما رأى أن هناك حاجة لاستعادة الأمن والشعور به في الضفة، إلا أن التدهور الأمني خلال الأشهر الأخيرة على شتى الجبهات يدلل على أن "من لم يتم ردعه شمال الضفة فسيتم تحديه عاجلاً أم آجلاً بأماكن أخرى".