غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أوبزيرفر: صفقة بايدن الكبرى في الشرق الأوسط مجرد دعاية انتخابية لإصلاح العلاقة مع العرب الأمريكيين

شمس نيوز -متابعة

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريرا أعده جوليان بورغر تحدث فيه عن “الصفقة الكبرى” التي يقدمها الرئيس جو بايدن في عام انتخابي على أمل ظهور شرق أوسط جديد.

وقال إن الرئيس الذي يواجه حملة إعادة انتخابه في 2024 يحاول الحصول على رأسمال سياسي من خلال تقديم محفزات دبلوماسية للدول المتنافسة بما فيها اعتراف بدولة فلسطينية. واعتبر الكاتب أن الغارات الجوية الأمريكية التي بدأت ليلة الجمعة ضد أهداف تابعة لميليشيات مؤيدة لإيران في العراق وسوريا مد جديد للعنف المنتشر في المنطقة منذ بداية الحرب على غزة، لكن إدارة بايدن تريد إظهار أن لديها المزيد في حقيبة سياستها المتعلقة بالشرق الأوسط، أكثر من مجرد قنابل دقيقة موجهة.

 ففي الوقت الذي انشغلت فيه إدارة بايدن بالتحضير للرد على هجوم بطائرة مسيرة ضد قواتها في الأردن، فقد انشغلت بإرسال رسائل بأنها لن تضيع فرصة النزاع في الشرق الأوسط وتريد تحويل المنطقة. وهي رسائل سربتها الإدارة للمعلقين الصحافيين وفي الإحاطات وقبل سفر أنطوني بلينكن، وزير الخارجية في رحلته الخامسة للمنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث سيزور الرياض وقطر ومصر وإسرائيل والضفة الغربية. ولم تحقق جولات بلينكن الأربع الأولى، وبالتأكيد لـ 2.3 مليون فلسطيني في غزة، أي شيء مع أن الإدارة نسبت إلى نفسها فضل منع انتشار الحرب إلى الساحة اللبنانية.

وهذه المرة، يحمل بلينكن معه، رؤية أكثر جوهرية وتتضمن تطبيعا للعلاقات بين السعودية وإسرائيل واعترافا بالدولة الفلسطينية مع كل “التحلية” الاقتصادية والمالية. وفي نفس الوقت الذي سربت فيه واشنطن معلوماتها للصحافيين، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا ومجلس الأمن الدولي قد يعترفان بدولة فلسطينية، عاجلا وليس آجلا.

وقال كاميرون “لن تأتي في نهاية العملية لكن يجب ألا تكون في نهايتها”. وليس مستبعدا أن تكون التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء السابق في زيارة للبنان نسقت مع واشنطن لإعطاء صورة أن “الخطة في اليد” لوضع حد للنزاع بين إسرائيل وفلسطين. وتدرس الولايات المتحدة خيارات للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال العملية وليس كنتيجة للمفاوضات السياسية.

ومن الخيارات، ما أورده موقع “أكسيوس”، وهو اعتراف ثنائي بالدولة الفلسطينية والتخلي عن الفيتو الأمريكي في الأمم المتحدة والاعتراف بفلسطين كعضو كامل في المنظمة الدولية، وليس كمراقب غير عضو تحتفظ به منذ عام 2012.

أما الخيار الثالث، فهو تشجيع الدول الأخرى على المضي وراء واشنطن والاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي نفس الوقت، ستوافق السعودية التي لم تتخل عن اهتمامها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على إنشاء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مقابل خطوات “لا محيد عنها” باتجاه الدولة الفلسطينية. ويقوم تفكير البيت الأبيض على أن عرضا كهذا سيضع رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام منعطف، وبالتأكيد سيرفض تحالفه المتطرف العرض، إلا أنه سيخسر الدعم الأمريكي.

 وبحسب الخطة، فمن أجل بقائه في السلطة وتجنب السجن باتهامات الفساد، فعلى نتنياهو التخلي عن حلفائه المتطرفين والبحث عن حلفاء جدد. ولو لم يفعل، فسيؤدي خروجه من السلطة إلى تحالف جديد يفتح المجال للتقدم الدبلوماسي وحل الدولتين. وسيستفيد بايدن محليا، وبخاصة بين العرب الأمريكيين، وبولاية ميتشغان تحديدا لكي يسامحوه عن موقفه الداعم لإسرائيل في غزة وتصلبه في موقفه من وقف إطلاق النار، كل هذا سيحمي رئاسته.

وفي الوقت نفسه، فسيعيد الاتفاق السعودي- الإسرائيلي الذي يؤدي لدولة فلسطينية تشكيل الشرق الأوسط على حساب إيران، وهي التي حاولت تقديم نفسها كمدافع عن الفلسطينيين في زمن الاحتلال والاضطهاد.

هذه هي الخطة، وهي نفس السياسة التي تبنتها الإدارة قبل هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكن بإلحاح إضافي نابع من الأزمة الإنسانية في غزة. ويرى الكاتب أن تاريخ الشرق الأوسط الطويل يقترح أن معاهدات السلام جاءت بعد حروب، كما في معاهدة كامب ديفيد التي أعقبت حرب أكتوبر عام 1973 ومؤتمر مدريد في 1991 الذي أعقب حرب الخليج واحتلال الكويت. وانتهت الانتفاضة الأولى التي بدأت عام 1987 باتفاقيات أوسلو عام 1993. عادة ما تخلق النزاعات وضعا ملحا للبحث عن بدائل، لكن لا يعني أنها تؤدي إلى نتائج، كما في مدريد وأوسلو اللذين فشلا في مواجهة الواقع الصعب بالمنطقة.

ويعتقد أرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق أن القيادة هي عنصر مهم في تحقيق النتائج، ففي السعودية ولي عهد مستعد لاتخاذ المخاطر من أجل المكانة في الشرق الأوسط.

وفي إسرائيل رئيس وزراء يقاتل من أجل بقائه السياسي، ومستعد للمخاطرة للبقاء وضمان حريته من المحاكمات. والسؤال هو عن المقامرة السياسية المستعد بايدن لأخذها، مثل الاعتراف المبكر بالدولة الفلسطينية. وقال “الرؤساء في هذا الموضوع ليسوا في وضع للمخاطرة أثناء سنوات الانتخابات” و”المشكلة الرئيسية هي أن الوقت ليس حليفا للعملية، بل عدو، لأنه يقف في طريق حدوث هذا الكثير من الأجزاء والمعوقات”، فستحدث انتخابات مصيرية في غضون تسعة أشهر، وهي معقدة ولن يكون هناك وقت للتركيز على المفاوضات.

 ومن أهم المعوقات هي توقعات السعودية من الموافقة على التطبيع، أي معاهدة أمنية مع أمريكا ودعم فني في مفاعل نووي، ولن يوافق الكونغرس على أي منهما. ويقول ديفيد ليفي، مدير مشروع الشرق الأوسط/الولايات المتحدة “ترامب يسيطر على المجموعة الجمهورية في الكونغرس، وسيقول لها: بالطبع لن تمنحوا هذا لبايدن”. وستعتمد العملية على ولي العهد وإن كان سيرضى بكونه الأب الروحي للدولة الفلسطينية، وبالطبع لن يرضى بهذا.

وبالنسبة لنتنياهو الذي تفترض أمريكا أنه سيتخلى عن تحالفه المتطرف مقابل التطبيع مع السعودية والدعم الأمريكي، فهو كما يقول ليفي سيحاول الحصول على التطبيع مع السعودية وبدون أن يقدم تنازلات أو التخلي عن ائتلافه. وحتى لو حل نتنياهو ائتلافه، فالحملة الانتخابية تحتاج لوقف طويل ولن يقبل أي سياسي البقاء مع رجل مكروه أكثر مما تحتاج العملية العسكرية، أو القبول بفكرة الدولة الفلسطينية. وفي ضوء المعارضة السياسية الإسرائيلية لدولة فلسطينية ذات سيادة، فاعتراف كل من الدول الغربية سيكون رمزيا كما يقول رشيد خالدي، أستاذ الدراسات العربية في جامعة كولومبيا.

وقال “لا معنى له بالمطلق”، “لو تعاملوا مع السيادة والاحتلال والمستوطنات، فهذا له معنى، وهل سيجلون نصف مليون إسرائيلي؟ لا، وهل سينهون الاحتلال العسكري؟ لا ولن تنهي هذه الحكومة والحكومة التالية والتي تتبعها الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية”. وعلى الجانب الفلسطيني، فلطالما لعبت حماس دور المخرب للعملية السياسية، ومنحت الحرب الأخيرة الحركة دعما كبيرا لها في الضفة الغربية.

ولا يوجد وضوح حول شكل السلطة الوطنية “المتجددة” التي تحدث عنها المسؤولون الأمريكيون، باعتبارها الحكومة المفترضة للدولة الجديدة. وقيادتها التي تقود منذ 18 عاما بدون انتخابات لن تكون مقبولة للفلسطينيين. ولم تعقد الانتخابات حتى الآن بسبب رفض إسرائيل السماح لسكان القدس الشرقية المشاركة فيها. وبالمحصلة، فهذا هو مدى ارتفاع الجبل وانزلاقه والذي يجب على الدبلوماسيين تسلقه لإنجاح الخطة، وبوقت قصير جدا، وبسبب الجدول الانتخابي، والتي يرى الخبراء أنها مجرد نقاط حديث مصممة لكي تعالج الانهيار في دعم العرب الأمريكيين لبايدن منذ اندلاع حرب غزة.

ويعلق خالدي “أعتقد أن القوة الدافعة وراء هذا ليست تقديرا للواقع السياسي في إسرائيل وفلسطين، بل الرغبة بالفوز في انتخابات 2024 ومن خلال جعل الأمور وكأن الرئيس يعمل شيئا”. و”هناك عمى شامل للواقع في البلدين اللذين يتحدثان عن إسرائيل وفلسطين والذي يعني عرضا رخيصا واستعراضا للناخب الأمريكي. وأعتقد أن إمكانية حدوث شيء هي صفر بالكامل”.