شمس نيوز/غزة
تتميز أيام العيد الثلاثة الأولى في قطاع غزة بالزيارات المنزلية للأقارب والمعارف والأصدقاء ، ففي كل منزل تحط رحالك فيه يقوم أصحابه بتقديم الحلويات والشوكولاتة والمكسرات والكعك كنوع من الترحيب وإضفاء أجواء للعيد وقد يدخل في ذلك نوع من التظاهر والتفاخر بمستواهم الاجتماعي أو قدرتهم المالية والشرائية.
ولكنك لن تتخيل أن حبة الحلوى الصغيرة التي تأخذها مرغماً في بعض الأحيان وتدسها في جيبك لتتخلص منها عند أول فرصة تلوح لك هي واحدة من 940 طن من الحلويات التي استهلكها القطاع في موسم العيد.
أما عن المكسرات والتي تعتبر من المسليات والرفاهيات غير الأساسية، فلن تتخيل أن غزة الصغيرة والتي لا تتعدى مساحتها 56 ك م2، قد استهلكت في موسم العيد 65 طن من الكاجو، و296 طن من لب تباع الشمس و58 طن من لب البطيخ هذا بالإضافة إلى 234 من المكسرات المشكلة و32 طن من الفستق الحلبي , وأما البندق فلم تستهلك منه إلا 3 طن نظرا لحظره غير المبرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال التاجر أشرف الجيار والذي يعتبر من أكبر التجار المستوردين للشوكولاتة والحلويات في قطاع غزة، أنه باع في موسم العيد 20 طن من الشوكولاتة الفاخرة المستوردة من أوروبا، و10 طن من الشوكولاتة الشعبية و5 طن من حلوى ” الملبس” و2 طن من حلوى ” ملبس الشوكولاتة”.
وأضاف الجيار: ” الشوكولاتة في غزة تنقسم إلى قسمين فهناك شوكولاتة شعبية وهي المستوردة من تركيا وأكثر الناس استهلاكا لها هم أهل مناطق جنوب قطاع غزة فيستهلكون 70% منها وال 30% الباقية استهلاك على الشوكولاتة الفاخرة أو ذات السعر المرتفع”.
أما باقي مناطق قطاع غزة فأوضح الجيار “لدنيا الوطن” أنهم يستهلكون الشوكولاتة الفاخرة وذات السعر المرتفع والتي يتم استيرادها من إيطاليا وهولندا وبريطانيا وحتى سويسرا والإمارات بشكل أكبر , فيستهلكون منها بمقدار 70 % وال 30% الباقية استهلاك للشوكولاتة الشعبية.
إذا ما نظرنا إلى الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه القطاع، فالموظفين التابعين لحكومة غزة لم يتلقوا سوا سُلف متقطعة بالكاد تُغطي ثمن أبسط الاحتياجات الأساسية لذويهم, كما أن هناك بعض الإحصائيات أظهرت أن 90% من أهالي قطاع غزة تحت خط الفقر و65 % يعانون من البطالة فيتبادر إلى ذهنك سؤال بديهي وأساسي: في ظل هذا الوضع الاقتصادي الكارثي كيف نستهلك هذه الكميات من أصناف غير أساسية؟
يرى صاحب أحد محال الشوكولاتة في منطقة الرمال والذي أكد لنا أنه باع ما يقارب الأربعة أطنان من الشوكولاتة في العيد أن السبب الذي يقف وراء استهلاك الشوكولاتة بكميات كبيرة هو انخفاض سعرها هذا العيد بسبب مضاربات بين التجار على حد قوله.
وأضاف أن انقطاع العجوة والكعك من الأسواق الغزية هذا العيد بالإضافة للعادات والتقاليد لدى بعض العائلات وحب المظاهر الذي قد يدفع شخص ليقترض المال بأي طريقة ليشتري الحلوى الفاخرة والباهظة من أجل المظاهر.
أما عن رأي الشارع الغزي فيرى البعض أن الناس تلجأ للشوكولاته كنوع من التفريغ و” فش الخلق ” بالأكل على حد تعبيرهم, والبعض الآخر يرى أن الحصار وغياب أي شكل من أشكال الترفيه ومنع السفر يدفع الناس لإنفاق أموالها على الأطعمة والحلويات، وأخر يرى أنهم يعوضون ما فاتهم بسبب الحرب في العيد السابق , وعدم شعورهم بالأمان بعد 3 حروب مُتتالية يجعل حال لسانهم يقول” قد يكون آخر عيد لنا ونحن أحياء “.