غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر صحفيو الضفة.. على خط النار

شمس نيوز /عبدالله مغاري

هو الاحتلال الذي لا يعرف المحرمات ولا يحكمه قانون دولي ولا غيره ,لطالما كانت لديه غريزة داخلية تدفعه نحو الإجرام، والعنف وحتى القتل , فأي احتلال هذا سوى ذلك الإسرائيلي الذي اعتاد على سلب الحقوق والحريات ,في أرض سرقها قبل أن يقتل حرية ساكنيها .

ومنذ ذلك الحين الذي سُلبت فيه الأرض, لم تتوقف انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين ,والتي اختلفت أشكالها وتنوعت, فتركت للصحفيين نصبيهم من القتل والاعتداء وانتهاك الحريات الإعلامية ,لتزداد ضراوتها مع ارتفاع حدة المواجهات في الضفة والقدس المحتلتين.

صحفيو الضفة ينزلون إلى الميدان رغم تلك التهديدات والانتهاكات التي يتعرضون لها, متجاهلين ما أبلغتهم به قوات الاحتلال مؤخرا ,بأنها تعاملهم معاملة المواطن العادي، ولا تعترف بخصوصية عملهم، التي كفلها القانون الدولي.

قرار بالقمع

مراسلة فضائية فلسطين اليوم "فداء نصر" تؤكد على أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على قمع الصحفيين في كافة أماكن تواجدهم ,وإبعادهم عن أماكن الأحداث و المواجهات ,مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية أبلغت المؤسسات الصحافية أن الصحفي يعامل معاملة المواطن .

وقالت "نصر" في حديثها لـ"شمس نيوز": الصحفي الفلسطيني يتعرض للقمع في كل أماكن تواجده, وفي الفترة الأخيرة قامت سلطات الاحتلال بإبلاغ المؤسسات الصحفية أن الصحفي يعامل معاملة المواطن, وهذا يعني أنه يمكن إطلاق النار عليه".

وتنوه المراسلة "نصر" إلى أن الاحتلال دائما يحاول إبعادهم عن أماكن المواجهات بشتى الطرق والأساليب، لتزيد بالقول: في أي مكان نكون متواجدين فيه يعمل الاحتلال على دفعنا وطردنا, وأحيانا نتعرض لإطلاق النار بالإضافة إلى أن الجنود يلقون القنابل الصوتية والغازية بشكل مستمر تجاهنا".

وتشير نصر إلى أن الطواقم الصحفية تعمل على اختيار الأماكن التي تبعدهم عن تبريرات الاحتلال واستهدافهم وتعمل على ضمان سلامتها, منوها إلى أن انتهاكات الاحتلال لا تكون فقط خلال المواجهات إنما في كافة الأوقات والأماكن.

استهداف متعمد

الصحفي أحمد طلعت حسن، والذي أُصيب بعيار ناري في الفخذ خلال تغطيته للمواجهات المندلعة في الضفة المحتلة, يؤكد أن الاحتلال يستهدف الصحفيين بشكل متعمد ومباشر رغم اتخاذهم كافة التدابير التي توضح أنهم يعملون كصحفيين.

وقال حسن لـ"شمس نيوز": عند إصابتي كان الوضع هادئا، ولا يوجد مواجهات، وكنت أرتدي الدرع الصحفي وأحمل كاميراتي, وكان واضحا تماما أني صحفي، إلا أنه تم إطلاق النار تجاهي وإصابتي من قبل قناص، وهذا يؤكد أن إصابتي متعمدة لان القناص يعلم هدفه".

وينوه الصحفي حسن إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين وإبعادهم عن مكان الحدث, بالرغم من اتخاذهم زاوية في مكان المواجهات تضمن عدم إصابتهم بأي أذى ,لافتا إلى أن الاحتلال يحاول طمس الحقيقة وإخفاء جرائمه من خلال إبعاد الصحفيين عن أماكن الأحداث.

ويضيف: لم أكن الصحفي الأول الذي يصاب برصاص الاحتلال، فكثير من الزملاء قبلي أصيبوا، ولا أحد يستطيع أن يمنع الجيش الإسرائيلي من استهدافنا, إلا أننا نطرق أبواب المؤسسات الحقوقية ونقوم برفع قضايا على الاحتلال ونقدم الدلائل على أمل أن نوقف الانتهاكات".

ويؤكد المصور الصحفي حسن، أن إصابته لن تمنعه من مواصلة عمله وكشف الانتهاكات الإسرائيلية، بل زادت من عزيمته، وهو ينتظر انتهاء فترة علاجه ليعود إلى الميدان من جديد.  

يقوي عزيمتنا

أما الصحفية، رنا الشحانيت، فحالها تماما كحال الصحفي طلعت، فهي ترى أن انتهاكات الاحتلال للحقوق الصحفية يزيد من عزيمتها وإصرارها، لتقول في حديثها لمراسل "شمس نيوز": المخابرات اقتحمت منزلي أكثر من مرة وهددتني، ولكن هذه التهديدات تزيد من إصراري على كشف جرائم الاحتلال".

وبجانب عملها، تتطوع "الشحانيت" في كشف ممارسات الاحتلال من خلال نشرها للمواد الإعلامية والصور والتقارير على مواقع مختلفة دون مقابل, معتبرة أن الصحفي الفلسطيني يجب أن يوصل رسالته في هذه الأوضاع حتى لو كلفه ذلك حياته، حسب قولها.

جرائم حرب

الحقوقي صلاح عبد العاطي، يؤكد أن القانون الدولي الإنساني منح حماية خاصة للصحفيين, وأن أي اعتداء على الطواقم الإعلامية خلال مزاولة عملها يعتبر أحد أشكال جرائم الحرب.

وقال عبد العاطي لـ"شمس نيوز": القانون الدولي الإنساني وخاصة أحكام اتفاقية جنيف الرابعة، أعطى حماية خاصة للصحفيين, وأي اعتداء على الصحفي أو تكسير معداته أو حتى إعاقة عمله يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، ويصنف على انه من جرائم حرب".

ويضيف: الاحتلال يقوم بانتهاك القانون والاعتداء على الصحفيين بشكل دائم، وهذا كله ضمن محاولاته لحجب الحقيقة وانتهاكاته وجرائمه اليومية".

ويشير عبد العاطي إلى أن الأصل أن تلتزم السلطات الإسرائيلية باحترام القوانين الدولية, منوها إلى ضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه كونها جرائم مكتملة الأركان، من خلال رفع دعاوى إلى الجنائية الدولية..

وأوضح الحقوقي عبد العاطي إلى ضرورة أن يقوم الصحفيون بتوثيق جرائم الاحتلال بحقهم وإبرازها للرأي العام الدولي لإحراج إسرائيل ومقاطعتها دوليا.