شمس نيوز/عبدالله مغاري
مع تزايد وتيرة المواجهات المندلعة بين الشبان وجنود الاحتلال في كافة مناطق التماس بالضفة المحتلة ,بجانب عمليات الطعن المستمرة بدأت حالة التخبط واضحة في المستوى السياسي الإسرائيلي من خلال تصريحات قادة الاحتلال .
خطاب لنتنياهو أمس كان يعكس حالة الإرباك التي تزايدت بكل تأكيد بعد أن بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية صباح اليوم بنشر الأخبار العاجلة والتي تنقل ما يجري من عمليات طعن في كافة المناطق المحتلة بفارق زمني يكاد لا يذكر.
إلى أين تتجه الأمور؟ وما هو مصير حكومة الاحتلال؟ أسئلة يجيب عليها محللون تحدثوا لـ"شمس نيوز"، حيث رأوا أن اليوم هو يوم مفصلي قي تاريخ الانتفاضة الشعبية, وأن من أهم الاحتمالات الواردة سقوط حكومة نتنياهو.
يوم مفصلي
المتخصص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر أعرب عن اعتقاده بأن اليوم سيكون مفصليا في تاريخ الانتفاضة الشعبية بالأراضي الفلسطينية المحتلة, لأن الاحتلال لم يتوقع أن يكون بهذه الحدة.
وقال أبو عامر لـ"شمس نيوز": هذا اليوم مفصلي في تاريخ الانتفاضة الشعبية، لم يتوقع الاحتلال أن يكون في هذه الحدة، خاصة في ظل التواجد الأمني المكثف في تلك المناطق".
وأضاف: هذا يوم أسود بالنسبة لإسرائيل، وقعت خسائر كبيرة بالرغم من كل الإجراءات الأمنية المشددة".
واستبعد المتابع للشأن الإسرائيلي أبو عامر أن تنجح الإجراءات الإسرائيلية المتزايدة في وقف العمليات بالداخل المحتل, باعتبار أنها عمليات فردية وشخصية دون وجود تخطيط منظم يساعد الشاباك في إحباطها أو توقع حدوثها, منوها إلى أن قوة هذا النوع من العمليات يكمن بعدم وجود خيوط هرمية تنظيمية للمهاجمين.
مزيد من التصعيد
وتوقع أبو عامر أن يخرج نتنياهو بعد اجتماعه بالكبينيت مساء اليوم بمزيد من الإجراءات التي أهمها زيادة القوات الأمنية في القدس المحتلة واستدعاء مزيد من الاحتياط, بالإضافة لإغلاق المدينة بشكل كامل ومنع دخول العرب إليها.
في السياق ذاته يرى العضو العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع أن الحكومة الإسرائيلية ستتجه نحو التصعيد وتبني سياسة القمع والتحريض بسبب عدم وجود خيارات أمام نتنياهو.
وقال الصانع لـ"شمس نيوز": الحكومة الإسرائيلية ستتجه نحو مزيد من التصعيد لأنه ليس لدى نتنياهو أي خيارات في ظل غياب المنطق، والآن يحاول تبني سياسة القمع والتحريض".
ولفت عضو الكنيست السابق إلى أن حكومة الاحتلال ستستمر في قلب الحقائق وتحميل مسئولية ما يجري للعرب, من خلال التحريض على الأحزاب العربية والسلطة الفلسطينية وحركة حماس في غزة.
ووصف الصانع ما جرى بالقدس اليوم بأنه رد فعل طبيعي على الانفلات العنصري والتحريض الدموي الإسرائيلي, منوها إلى أنها بمثابة رسالة فلسطينية للدول التي حاولت تهميش القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة مؤخرا, بالإضافة إلى أنها رسالة لنتنياهو بأنه لا يمكن الجمع بين الاحتلال والاستيطان من جهة والأمن والأمان من جهة أخرى.
آيلة للسقوط
المحلل السياسي والمتخصص في الشأن الإسرائيلي حازم أبو شنب، يرى أن الحكومة الإسرائيلية تعيش حالة ارتباك نتيجة ما يجري، بالإضافة إلى أنها تعاني من مشكلة عدم قدرتها على اتخاذ القرارات.
وقال أبو شنب لـ"شمس نيوز": الحكومة الإسرائيلية مرتبكة جدا ولديها مشكلة في اتخاذ القرار ومشكلة أساسية في تفهم حقيقة ما يجري على الأرض".
وأشار المراقب للشأن الإسرائيلي، أن إسرائيل تعاني من مشكلة أساسية في تطرف الفكر عند نظام الحكم, بالإضافة لعدم قدرتهم على استيعاب أن ما يقومون به يتصادم مع المشاعر الدينية والسياسية والإنسانية للمواطن الفلسطيني.
وأضاف: قيادة إسرائيل معزولة عن حقيقة العالم والإنسانية بشكل عام، لديها مشكلة في التفكير ومشكلة في الأداء، ويلقون اللوم على أطراف أخرى، ولكن الحقيقة أن المشكلة فيهم".
وأشار أبو شنب إلى أن احتمال سقوط الحكومة الإسرائيلية أمر وارد ضمن الاحتمالات المطروحة, بالإضافة لإمكانية حدوث تصادم داخلي بين أقطاب المستوى السياسي الإسرائيلي.
ولفت أبو شنب إلى أن إسرائيل تحاول حماية الإرهاب الذي يقوم به مستوطنوها من خلال إصدار القوانين العنصرية.
وأسفرت هجمات فدائية فلسطينية في القدس وتل أبيب اليوم الثلاثاء عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 30 آخرين، 8 منهم جراحهم خطيرة، واستشهاد 3 من منفذي العمليات.