غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "انتخابات البلدية".. هل تؤسس لإنهاء معاناة الفلسطينيين ؟!

شمس نيوز / عبدالله عبيد

بعد أن أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشاركتها في انتخابات الهيئات والمجالس المحلية في موعدها المقرر من حكومة الوفاق الوطني مطلع تشرين أول/ أكتوبر المقبل، بدأت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية التحضير لهذه الانتخابات، لما تحمله من أهمية خاصة، قد تمهّد لانتخابات فلسطينيّة شاملة.

فإعلان حركة حماس المشاركة في تلك الانتخابات حظي بترحيب كبير من الجميع، فإذا ما تم إجراء الانتخابات بين غزة والضفة سيكون له أثراً ملموساً على ملف المصالحة الفلسطينية، خصوصاً وأن رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر سيجتمع اليوم والوفد المرافق له مع القوى والفصائل الفلسطينية في غزة، لبحث ترتيبات إجراء الانتخابات المحلية في الضفة والقطاع.

وسيجري خلال الاجتماع المرتقب الاتفاق على توقيع ميثاق شرف بين القوى والفصائل الوطنية والإسلامية من أجل ضمان سير العملية الانتخابية بكل مراحلها بشفافية ونزاهة، وأن يسودها التنافس الشريف بين القوائم الانتخابية، بما يخدم ويعزز المصلحة العامة ويحقق الشراكة الوطنية.

وكانت حركة حماس أكدت في بيانها أنها ستشارك رسمياً في الانتخابات المحلية المقررة وأنها ستسهّل إجراءاتها وتعمل على إنجاحها بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني، وعلى أساس توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص لهذه الانتخابات واحترام نتائجها.

وأشارت الحركة إلى أهمية العملية الديمقراطية الفلسطينية من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني، مضيفة بأن "هذه الخطوة تأتي انطلاقا من حرص حماس على ترتيب البيت الفلسطيني وترسيخ مبدأ الشراكة وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها شعبنا وقضيتنا الوطنية".

ورحبت لجنة الانتخابات المركزية بالبيان الصادر عن حركة حماس والذي أكدت فيه ضرورة وأهمية إجراء الانتخابات المحلية بالضفة وقطاع غزة واستعدادها لإنجاحها وتسهيل إجراءها.

توفير ضمانات

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق دعا جميع الأطراف الفلسطينية إلى توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص للانتخابات المحلية، المزمع عقدها بشكل متزامن بالضفة الغربية وقطاع غزة، في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وقال أبو مرزوق، في تصريح صحفي: إن "الجميع مدعو لتوفر ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص للانتخابات المحلية ثم احترام نتائجها"، مبيّناً أن "الانتخابات في الضفة والقطاع والقدس تعكس الإرادة الشعبية وتعزز الشراكة الوطنية".

وفي 21 يونيو/حزيران الماضي، أعلن مجلس الوزراء الفلسطيني، أنه سيتم إجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، يوم 8 أكتوبر/تشرين أول القادم.

بعيدة عن أوسلو

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنها لن تُمانع من المشاركة في الانتخابات البلدية شريطة أن تكون معزولة عن أي اتفاق أو استحقاق سياسي.

وقال القيادي في الجهاد، أحمد المدلل لـ"شمس نيوز": لا مشكلة لدى حرجة الجهاد المشاركة في الانتخابات طالما أنها بعيدة عن استحقاقات أوسلو"، لافتاً إلى أن حركته شاركت في انتخابات البلدية التي تمت عام 2006.

وأضاف " هناك إجماع حركي لدينا أن انتخابات البلديات تتعلق بالخدمات المحلية التي من الممكن أن تُقدم خدمة المواطن الفلسطيني، ولسنا معارضين من الدخول فيها، لأننا بالفعل دخلنا سابقاً".

مواضيع خدماتية

وذكر المدلل أنه الانتخابات الفلسطينية مقسمة لثلاثة أقسام وهي انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية"، منوهاً إلى أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية من ضمن اتفاق أوسلو "ولا يمكن أن نكون جزء من أوسلو ولا إفرازاته"، حسب تعبيره، مستدركاً" لكن انتخابات البلدية تتعلق بمواضيع خدماتية للمجتمع الفلسطيني الداخلي".

وأردف القيادي في الجهاد " تم مناقشته هذا الموضوع داخل الحركة لكن لم يتم الحسم فيه، وليست لدينا مشكلة الآن من المشاركة، ويبقى الأهم في الموضوع أنها يجب أن تكون ضمن وفاق وطني فلسطيني".

وحتى الآن، أعلنت ستة فصائل فلسطينية بشكل رسمي المشاركة في الانتخابات، وهي: "حركة فتح" التي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، و"حزب الشعب الفلسطيني"، و"الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني" (فدا)، و"المبادرة الوطنية الفلسطينية".

خطوة ايجابية

في السياق، اعتبر المحلل السياسي، محسن أبو رمضان إعلان حماس المشاركة في الانتخابات البلدية خطوة ايجابية بـ"الاتجاه السليم"، مبيّناً أنها تفتح المجال لإجراء الانتخابات المحلية في كلا من الضفة وغزة لأول مرة بعد إجراء آخر انتخابات موحدة عام 2005-2006.

وأشار أبو رمضان خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الضفة الغربية شهدت إجراء انتخابات عام 2012 لوحدها دون قطاع غزة، معرباً عن أمله أن يتم ترجمة إعلان حماس بالدخول لهذه الانتخابات على أرض الواقع.

وشدد على أن ذلك يعكس إرادة وطنية فلسطينية لوحدة الوطن في مواجهة حالة الانقسام " وفي نفس الوقت يتم إعادة تجديد الشرعية لأقسام البلدية من خلال أصوات المواطنين والناخبين"، منوهاً إلى أن الانتخابات تفتح المجال للتعددية الحزبية والنقابية، وحق الاعتراض والرأي والتعبير.

مساحة وطنية شاملة

وجدد المحلل السياسي تأكيده على تأثير مشاركة حركتي حماس والجهاد في تلك الانتخابات، حيث قال إنه " سيؤثر ايجابياً لأن ذلك يعكس مشاركة واسعة لا تقتصر في هذه الحالة على أعضاء حركة فتح أو أعضاء منظمة التحرير، وبالتالي تصبح الانتخابات ذو مساحة وطنية شاملة من خلال إشراك كافة القوى والفعاليات بها".

وتابع " لا يمكن استثناء تيارات ذات ثقل ونفوذ جماهيري مثل حماس والجهاد الإسلامي في العملية الانتخابية، سواء البلديات أو النيابية العامة التشريعية أو حتى المجلس الوطني"، لافتاً إلى أنه لا يوجد خيار لدى الشعب الفلسطيني الآن سوى صندوق الاقتراع، بالرغم من خيبات الأمل مما أحدثته انتخابات 2006 من انقسام بين الضفة وغزة، حسب وصف أبو رمضان.

الجدير بالذكر، أن آخر انتخابات بلدية في فلسطين جرت عام 2012، وشملت هيئات محلية في الضفة فقط؛ حيث رفضت حركة "حماس" المشاركة فيها، ومنعت إجراءها في قطاع غزة.