غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الاستيطان الإسرائيلي .. هل ينقلب السحر على الساحر ؟

شمس نيوز/ تمام محسن

لا تتواني حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح البناء الاستيطاني، منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، الذي أعلن نفسه داعما لدولة الاحتلال.

وخلال الشهر الماضي، ازدادت شراهة الحكومة الإسرائيلية لقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، مستغلة تغاضي واشنطن. إذ صادقت خلال يناير فقط على 6000 وحدة استيطانية جديدة، على الرغم من الادانات الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي 2334 القاضي بالوقف الفوري والكامل للاستيطان الإسرائيلي.

لكن أصواتا أخرى بدأت تخرج إلى العلن محذرة من سياسية نتنياهو الاستيطانية، فقد حذر يتسحاك هرتسوغ، زعيم المعارضة الإسرائيلية، من تداعيات مشروع المستوطنات، مشيرا إلى أنه "وصل إلى أبعاد تعرض وجود إسرائيل كدولة يهودية للخطر".

وقال في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إن مواصلة البناء في كل المستوطنات سيؤدي إلى استبدال دولة الغالبية اليهودية بدولة ذات غالبية عربية. مضيفا أن "قانون التسوية" والأصوات التي تطالب بضم أجزاء من الضفة، المنطقة ج، هي تعبير عن هذا الخطر.

وفي فبراير/شباط الجاري صادق "الكنيست" الإسرائيلي على قانون "تبييض المستوطنات" الذي يتيح الاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة، وقنن كذلك بأثر رجعي نحو أربعة آلاف وحدة بنيت على أراض فلسطينية خاصة.

واقترح هرتسوغ ما أسماها بـ" خطة النقاط العشر" التي قال عنها إنها تهدف أساسا إلى الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية، والاحتفاظ بالكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية، لتحقيق الانتصار الحقيقي للصهيونية، على حد تعبيره، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية، والامتناع عن أية عملية تغير الواقع على الأرض في هذه المناطق، باستثناء احتياجات الأمن، لإتاحة المجال لتطبيق حل الدولتين.

من جهة أخرى، يشير الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إلى أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين، على اعتبار أنه -في رأيهم- يضمن لهم دولة يهودية الطابع.

وقال جعارة لـ"شمس نيوز": إن أحدث استطلاع رأي أجري داخل "إسرائيل" أفاد بأن هناك حوالي 43% من المستطلع آرائهم يؤيدون إقامة دولتين عربية وأخرى يهودية، في حين أن 15% فقط يريد دولة يهودية ديمقراطية من النهر إلى البحر.

ويفسر جعارة هذا النتائج بالقول إن مّنْ يؤيدون قيام دولة فلسطينية، يرون فيها مشروعا من أجل تثبيت يهودية الدولة، مشيرا إلى أن هناك اتجاه جديد في "إسرائيل" ظهر مؤخرا يرى أن يهودية الدولة في مهب الريح ويردد أصحابه " سيكون رئيس وزراء" إسرائيل" المقبل شخصية فلسطينية".

إلى ذلك، يرى الخبير في شؤون الاستيطان، خليل التفكجي، أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وضم المستوطنات يقضي على آمال اليمين الإسرائيلي بدولة يهودية، ويقول "دولة من النهر إلى البحر يعني عملية ضم الضفة العربية والتي ستؤدي إلى زيادة عدد سكان العرب. ويتوقع في عام 2040 أن تكون هناك أغلبية عربية وبالتالي ليس هناك دولة يهودية بل دولة ثنائية القومية أو دولة فلسطينية أو دولة ما بين النهر والبحر ذات أغلبية عربية".

وقال التفكجي "إسرائيل تخلصت من قطاع غزة وبالتالي أقصت 2 مليون نسمة من المعادلة، أما بالنسبة للضفة الغربية فهم يحاولون ضم كتل استيطانية دون أن يكون هنالك قضية تجميع الفلسطينيين"، موضحا أن الحكومة الإسرائيلية أمام خيارين إما ضم أراضي بدون سكانها الفلسطينيين، أو تبادل سكان كما اقترح وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الخطوة التي تعرض مليون وربع المليون من فلسطيني الداخل المحتل للخطر.