غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر روايات جريئة.. مسلسلات ومقاطع "خادشة" تهدم البيوت الآمنة

شمس نيوز/ خاص

يوماً ما قالت لا أريد الزواج فأنا ابنةٌ مدللةٌ لوالدي، إلا أن رفضها لفكرة الزواج لم يستمر، فمع بلوغها سن الخامسة والعشرين، وبعد أن أُبعد عن عقليتها فكرة الخضوع لقوانين الزواج، أغراها أحد المتقدمين لخطبتها، فقبلته زوجاً لها.

لم يمضِ أشهر على زواج الفتاة (فاطمة) اسم مستعار، من الشاب (م، ع)، حتى أعلن طلاقهما، بعد أن اكتشفت أن زوجها مدمن "أفلام ومشاهد تخدش الحياء والأخلاق".

هذه إحدى القصص التي تمكنت "شمس نيوز" من الوصول إليها، في ظل تحفظ الفتيات على ما عايشنه من وقائع وأحداث، تحت ستار الخجل، والتي يبقيها المجتمع طي الكتمان بداعي المحافظة على موروثاته الأخلاقية.

"كان يقارنني بالفتيات التي يشاهدها بالأفلام الاباحية، وكنت أشعر أنني فريسة بين يديه، غير آبهٍ لكوني انسانة".. بهذه الكلمات فتحت المطلقة فاطمة قلبها بدموع منهمرة من شدة القهر الذي يسكنها.

للوهلة الأولى بعد مقابلة فاطمة لفت انتباه "شمس نيوز" محاولاتها المستمرة لمداراة جسدها، ما استدعانا لسؤالها، لتكون دموعها خير سبيل لإيضاح أن إحساساً بالانتهاك يسكنها، وأن ذكريات أيامها القصيرة لاتزال تؤلم جسدها، بعد مرور أشهر على طلاقهما.

تفاجأت بمكره**

في قصة أخرى تمكنت "شمس نيوز" من الوصول لها، في ظل صعوبة حديث الزوجات اللواتي يعايشن ظروفاً صعبة.

زوجة ثلاثينية، اكتشفت أن الأحرف الجميلة المرسلة من أحد الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أحد الفتيات التي تسكن نفس البناية التي تقطنها، كان زوجها هو من يرسلها بالإضافة إلى الهدايا.

اكتشفت الزوجة، مكر زوجها، من إصراره وإلحاحه عليها للذهاب إلى بيت أهلها في زيارة، وذلك ليتمكن من حديث الفتاة ورؤيتها عبر "البلكونة"، حسب قولها.

ومع تكرار المرات التي خدعت فيها في ذهابها إلى بيت أهلها، اكتشفت الخديعة التي سوقها زوجها، وتقول لـ "شمس نيوز": "كنت على يقين أن زوجي يقيم علاقة مع إحدى فتيات البناية، وأنه يخدعني".

وحين سألتها "شمس نيوز" عن الأسباب التي جعلته يتلصص على فتيات البناية، قالت: "إن زوجي مدمن أفلام إباحية".

أما السيدة سهيلة (اسم مستعار)، نبذها لأدوات الزينة والأزياء العصرية، وضيق بيتها، ونضج أولادها، دفعت بزوجها بعيدا عن بيته والغرق في مشاهدة الأفلام والمسلسلات "الخادشة"، كما تقول لشمس نيوز.

وحين قابلتها "شمس نيوز" آثرت السيدة تبرير منع نفسها عن زوجها بالقول: "البيت ضيق وأطفالي كبروا وأصبحوا يلاحظون كل شيء فأخشى عليهم، وإلى جانب أنني قد تقدمت بالعمر".

تأثير سلبي**

توضح المختصة الاجتماعية، هبة عرفات، أن تأثير مشاهدة الأفلام الإباحية والمسلسلات، واضح بشتى أشكاله، سواء على الأسرة والمجتمع وعلى الزوج والزوجة أو على الأولاد، لأنه سيؤثر عليهم بالسلب حال انفصل الأبوين.

وقالت عرفات، "إن مشاهدة هذه الأفلام، منافي لديننا الاسلامي"، منوهةً إلى، إدمان الأفلام الإباحية، ينشر الفاحشة في المجتمع، ويرفع نسبة الطلاق.

واستطردت بالقول: "إن الزوج المدمن على مشاهدة الأفلام الإباحية، يقوم بمقارنة زوجته مع ما يشاهده، وهذا شيء خطير".

واعتبرت عرفات، أن الذين يتجهوا لمشاهدة الأفلام الإباحية، يمكن أن يكون لديهم نوع من الشواذ، ونصحت بعدم مشاهدة هذه الأفلام، لأن تأثيرها واضح، على الشخص نفسه.

تتحمل الوزر**

من جانب آخر، أكد أستاذ علم النفس، الدكتور درداح الشاعر، أن من حقوق الزوج على زوجته، حتى في أصعب الظروف، أن تلبي رغباته ولا يجب أن تمنعه عن نفسها.

وقال الشاعر لـ "شمس نيوز"، إن منع الزوجة، سيؤدي بالزوج مع ضعف الدين والعقيدة لديه، إلى الانحراف الجنسي والتلصص على الغير أو لمشاهدة الأفلام الساقطة والخليعة.

ولفت أستاذ علم النفس، أن الزوجة تتحمل وزرًا كبيرًا، على المستوى الديني والأخلاقي والثقافي، في حال منعت زوجها عنها أو أنها لم تلبي رغباته.

وأوضح الشاعر، أن الجنس من الطبيعة البشرية، وليس الانحراف.

وقال الشاعر: "إن الجنس تحول كفطرة إلى مشكلة عند غالبية المسلمين"، مرجعاً ذلك إلى عدة دوافع، أولها نقص القيم الدينية الأخلاقية في نفس الإنسان أو في نفس أفراد الأسرة.

واستطرد بالقول: "إن من الدوافع التشبه أو تقليد الفكر الغربي أو تقليد الأسرة الغربية، التي ليس لها منظومة دينية أو أخلاقية تربط ما بين الانحراف الجنسي والتقدم الحضاري".

وأشار الشاعر إلى، أن فقد رب الأسرة للقوامة ولإحساسه بالمسئولية الأخلاقية والتربوية تجاه أفراد أسرته، يؤدي لانحراف الأسرة بأكملها.

انتشار أمراض**

من جهة أخرى، أكد ماهر السوسي، المحاضر في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، أن مشاهدة المقاطع الخادشة للحياء، محرمة في الإسلام وبإجماع العلماء.

ويضيف: "إن مشاهدتها تؤدي إلى انتشار فاحشة الزنا والتحرش الجنسي، وتزداد خطورة ذلك حينما يكون الزنا والتحرش الجنسي بالمحارم، وعزوف الرجال عن ممارسة الغريزة الجنسية مع زوجاتهم والاكتفاء بما يشاهدون، فيه هضم لحق الزوجات".

ويوضح السوسي، أن الممارسة الجنسية الخاطئة وتقليد ما هو موجود في الأفلام الإباحية من ممارسة جنسية، هي محرمة في الشرع الاسلامي فيما بين الأزواج والزوجات.

ويستطرد السوسي بالحديث: "الشرع بيّن بوضوح، أن المعاشرة الجنسية هي حق مشترك لكلا الزوجين، ما لم يكن هناك أسباب إنسانية تمنع".

ودعا السوسي الأزواج إلى ضبط النفس وكبح جماحها وغض البصر عما حرم الله؛ ذلك أن اللجوء إلى الأفلام وتعاطي ما حرم الله، يجر إلى مجموعة كبيرة من الخطايا والآثام، والتي تصل إلى تعاطي المخدرات واللواط، والذي لا يؤدي إلى تفكك الأسرة فقط بل إلى تفكك المجتمع، وتحلله، وانتشار الكثير من الأمراض الخطيرة.

المخاطر الجسدية**

وعن التأثيرات الجسدية، يقول الدكتور محمد المهدي، في دراسة علمية له وزميلته الطبيبة جيزيل أبي شاهين، إن ارغام الزوجة على ممارسة سلوكيات معينة، خلال المعاشرة الزوجية، يسمى بـ "الاغتصاب الزوجي"، الذي يرسب في نفس الطرف المغصوب والمقهور مشاعر ألم وغضب واشمئزاز، وهذا ما تعبر عنه الزوجة بأنها تشعر بعد "العلاقة الحميمة" بالرغبة في القيء، ويملكها شعورا بالكراهية تجاه نفسه وزوجها.

ويوضح مهدي، أن الزوجة بعد العلاقة تشعر بأن دنسا قد أصاب جسدها ولهذا تحتاج للاغتسال مرات عديدة لعلها تزيل ما لحقها من تلوث.

بينما أكدت الدكتورة جيزيل أبي شاهين، أن هناك تأثيرات جسدية كثيرة تلحق بالزوجة، منها الأوجاع المزمنة وغير المبررة طبيّاً، تكرار الاجهاض، الألم في الرأس والظهر، موضحا "كل هذه المسائل يدعو الزوجة لرفض إقامة علاقة جنسية مع زوجها، لأنها تربط بين العلاقة والشعور بالخوف والانزعاج والألم".

وتشير الدكتورة جيزيل أبي شاهين إلى، التأثيرات النفسية التي تلحق بالزوجة في هذه الحالة كالصدمة، اضطراب النوم والقلق، الاكتئاب، الانعزال والشعور بالوحدة، عدم الثقة بصورة الرجل، عدم الاعتبار بالذات، وقد تصل الأمور إلى محاولة الانتحار.

بالإضافة إلى تأثيرات سلوكية، كحدوث مشاكل جنسية، الخوف من ممارسة الجنس، البرودة الجنسية، الأكل بإفراط شديد، التدخين بشراهة، تعاطي المهدئات.