غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "الخلايا النائمة" في الضفة.. هل تعيد لهيب الانتفاضة؟

شمس نيوز/ خاص

كشفت تقارير أمنية إسرائيلية، عن تنامي ما أسمتها المجموعات الفلسطينية أوالخلايا "النائمة" المسلحة، التي لا تنتمي لأي تنظيم، مقابل تراجع وتيرة العمليات الفردية التي ينفذها فلسطينيون، منذ اندلاع انتفاضة القدس أكتوبر الماضي.

وبحسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، فإن أعضاء هذه الخلايا يبذلون جهدًا أكبر الآن، من أجل حيازة السلاح، خاصة "البندقية الاوتوماتيكية" المصنعة محليًا من طراز "كارلو"، على حد زعمه.

وتبذل سلطات الاحتلال بالتعاون مع أجهزتها الامنية جهدًا حثيثًا؛ لإخماد شرارة انتفاضة القدس - على رغم حالة الهدوء النسبي التي تعيشها في الفترة الراهنة- وذلك من خلال تنفيذ اجراءات لإحباط أي محاولات للشبان لتنفيذ عمليات ضد جنوده.

ومن ذلك، زيادة أجهزة التنصت على الفلسطينيين، وتشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالنشطاء في الضفة، تحت مبررات منع وقوع العمليات الفردية.

**حرب نفسية

المختص في الشأن الاسرائيلي خالد العمايرة، رأى أنه "من الصعب للغاية الإقرار بشكل جازم وجود خلايا أم لا"، مضيفًا "تجربتنا مع الاحتلال علمتنا عدم الثقة به وبأقواله".

وأوضح العمايرة خلال حديثه لـ "شمس نيوز"، أن هذه السياسات التي يتبعها الاحتلال، تأتي في إطار الدعاية والحرب النفسية ضد الفلسطينيين، معتبرًا إياها "تضليل متعمد بهدف تبرير بعض الأفعال التي يرتكبها بحق الفلسطينيين"، وفق قوله.

وتساءل: "إذا كان هناك خلايا مسلحة كما يدعي الاحتلال، فلماذا لم يبلغ السلطة بها؟، خاصة أن الأخيرة مخلصة له في التنسيق الأمني".

من جهة ثانية، كشفت "هآرتس"، أن جهاز المخابرات العامة "الشاباك" بالتعاون مع الاستخبارات، طوّر بنك معلومات مصدرها مواقع التواصل، معتمدين على فرز آلي لما ينشره الفلسطينيون من منشورات أو تعليقات تعبر عن آرائهم.

واعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية أربعمئة فلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015 على خلفية ما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا "فيسبوك"، بعد فحص معمق ورصد لـ 2200 فلسطيني قالت "هآرتس"، إن لديهم دوافع ترجح إمكانية تنفيذ عمليات.

**وحدة السايبر

المختص في الشأن الإسرائيلي بالضفة علاء خضر، أوضح أن الاحتلال يعتبر أحد أسباب الانتفاضة هو "التحريض الكامل" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال خضر في اتصال هاتفي مع "شمس نيوز"، إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، شكّل وحدة خاصة لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "وحدة الجرائم الالكترونية".

وأشار إلى، أن مهمة هذه الوحدة متابعة الانترنت، والنشطاء الفلسطينيين عبر مواقع التواصل، ومن يثبت عليه التحريض يتم تحويله للمحاكمة، لافتًا إلى أن هذه الوحدة تشكّل ما نسبته 20% من جهاز الشاباك.

لكن خضر، استبعد أن تحد هذه الإجراءات الاحتلالية من اندفاع الشبان نحو الدفاع عن أرضهم، ومواجهة الاحتلال، مضيفاً "من يريد أن ينفذ عملية لا يردعه شيئاً، وليس من السهولة أن يؤثر الاحتلال على سير الانتفاضة".

ويؤيد ذلك العمايرة، حيث رأى أن معركة الاتصالات التي تخوضها "اسرائيل" ضد الفلسطينيين "فاشلة".

**سباق أدمغة

من جانبه، رأى المختص في الشأن العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، أن الاحتلال أقدم على تشكيل هذه الوحدة، نتيجة الفشل الأمني الذريع الذي أصاب أجهزة الأمن لديه في السيطرة على انتفاضة القدس، مشيرًا إلى أنها "محاولة لكسر عزيمة الشعب الفلسطيني".

وقال الشرقاوي، إن هناك حالة من القلق لدى الاحتلال، نتيجة فقدانه السيطرة في الضفة وعدم علمه بأوقات وقوع تنفيذ العمليات، معتبراً ما يجري في الضفة "سباق أدمغة".

وبيّن أن، الاحتلال قد أقرّ قبل أيام قليلة، أن سباق الأدمغة مع الشعب الفلسطيني، من أخطر الجيوش التي يواجهها ويهدد أمنه.

 وأوضح أن، هناك إخفاق إسرائيلي في منع وقوع العمليات بمدن الضفة لذلك يلجأ إلى متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وما يغرد به النشطاء، مشيرًا في الوقت ذاته إلى، أنه لا يمكن للاحتلال أن يعتقل كل الشبان.

واتفق الشرقاوي مع سابقه خضر، بأن كل إجراءات الاحتلال لن تؤثر على عزيمة الشبان في تنفيذ عمليات فردية ضد جنوده، مشدداً على أنه "طالما الانتفاضة مشتعلة، ستبقى العمليات قائمة"، على حد تعبيره.

**أزمة سياسية

فيما شدد هرئيل على أن التراجع في عمليات الفلسطينيين مرتبط بالاعتقاد السائد هو أن حدوث أزمة سياسية جديدة، أو مواجهة فلسطينية داخلية حول خلافة رئيس السلطة محمود عباس، أو حدث على خلفية دينية، من شأنها أن تشعل الوضع من جديد وبقوة أكبر.

وبهذا الشأن فإن المختص في الشأن الاسرائيلي العمايرة، رأى أن هذا الأمر له علاقة بالمزاج السياسي في الضفة.

وأوضح أن، السبب الرئيسي في ذلك، له علاقة باقتناع الكثير من الفلسطينيين أن عمليات المقاومة لا تأتي بمكسب سياسي ملموس، مشيراً إلى أن صمود الشعب الفلسطيني أولى من عمليات المقاومة، ويؤثر على المدى البعيد "لإسرائيل" وفق رأيه.