غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الأول على فلسطين "محمد تكروري".. انتصار أكبر من الاحتلال وقيوده

شمس نيوز/ توفيق المصري

ما إن كان يضع محمد قدمه خارج عتبة منزلهم، حتى تبدأ معها فصول المعاناة، والتي تحاكي أيضًا أحوال كل المقدسيين، جراء مضايقات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده.

ثمانية كيلومترات، كان على الطالب محمد عبد اللطيف تكروري (18 عامًا) اجتيازها من منزله ببلدة بيت "حنينا" شمال القدس المحتلة، إلى بلدة "شعفاط" الواقعة إلى الشمال الشرقي من المدينة؛ ليتسنى له دراسة مرحلة الثانوية العامة.

يقول محمد لـ"شمس نيوز": "كنت أعاني من ضغوطات الاحتلال.. من التفتيش والأزمات على المعابر، وكان لابد أن أتجاوز كل هذه المحن والصعوبات، من أجل الوصول إلى هدفي، ولم أفسح المجال لأي عائق للوقوف في طريقي".

لم يكن عامًا سهلًا بالنسبة لمحمد، إذ يحدث أن يتفاجأ خلال دراسته بجمع لقوات الاحتلال على باب مدرسته-شعفاط الثانوية للبنين-، وتفتيش حقيبته المدرسية، هو وكل الطلاب الفلسطينيين.

ويقول، إنه كان يفتقد الأمان بشكل كبير؛ جراء ضغوطات وإجراءات الاحتلال اليومية على المعابر، مضيفًا "ومن واجبي كطالب ومن أبناء القدس بأن أواجه هذا الاحتلال بالتعليم؛ لأنه سلاح الأمم وبانيها".

لحسن حظ محمد لم تطال جرافات الهدم الإسرائيلية منزله كما جيرانه، كان كلما نظر من نافذة غرفته رأى بيوتًا يهدمها الاحتلال، أو جنودًا يقفون أمام منزل لسحب رخصته، وتلك من الصور التي تركت آثارها في نفسه، كلما حمل كتابه للدراسة.

365 يومًا، كان على محمد أن يدفعها دفعًا إلى النهاية، وفي ذهنه سكنّ واستقر التحدي، بأن ينتصر على ممارسات الاحتلال بالقدس، بالنجاح في مرحلة الثانوية العامة.

صباح الأربعاء الماضي، ومع بدء مؤتمر وزارة التربية والتعليم برام الله، والذي عقد بالتزامن مع غزة عبر "الفيديوكونفرنس"، في الساعة العاشرة صباحًا، كان والده ووالدته وإخوته الثلاثة يتملّكهم الخوف والترقب، وسرعان ما تبدد وتحول إلى فرحة عارمة في البيت وفي أرجاء البلدة، بعد سماعهم نتيجة محمد.

هكذا القدس دائمًا، بوابة السماء المُشرعة، التواقة إلى الفرح، المشتاقة لمن ينفض عنها غبار السنين، بانعكاس صورة تحدي، لتسكت أنينها، ويخاطبها محمد بلغة طمأنينة: "عاصمتي، نحن الغالبون المنتصرون المقاومون".

محمد الذي قرر مقاومة الاحتلال وإجراءاته، على طريقته، حصد المركز الأول على فلسطين عن الفرع العلمي، بمعدل 99.7%، في نتيجة لم يتوقعها بهذه النسبة، إنما أقل بنسبة 99 فقط.

وأهدى نجاحه لعائلته، سيما والدته ووالده وجدته وأشقاءه لما قدموه له من دعم ومساعدة على جميع المستويات، وإلى مدرسته وأساتذته وأصدقائه ولكل أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة المقدسيين.

ويطمح بأن يدرس الطب؛ ليتمكن من تضميد جراح أبناء شعبه.