داخل صالة عرض خاصة بمؤسسة دوحة الابداع للثقافة والفنون، اصطفت 67 صورة في معرض "أقمار القدس"، لكل واحدة منها حكاية تختلف عن الأخرى، ولكنهم جميعهم جسدوا حجم القهر والألم وبشاعة ما اقترفه الاحتلال بحق الأطفال الأبرياء خلال فترة العدوان الذي استمر أحد عشر يوماً على القطاع.
وتقول الفنانة التشكيلية غدير اسليم (37 عاماً) "شاركت في المعرض بثلاث لوحات تعود لعدد من الشهداء، وهم توفيق أبو العوف، وشقيقته تالا، وحمزة نصار".
وأضافت إسليم، أن لكل لوحة رسمتها، قصة حزينة بقيت عالقة في ذهنها، واختارت تجسيدها تعبيراً عن ألمها وحزنها الشديد.
وتابعت أن الشهيد توفيق أبو العوف صديقٌ لابنها، وزميله في الصفوف الدراسية، واختارت أن تجسد شخصيته في اللوحة، لتهديها لابنها، كي يبقى ذلك الشهيد خالداً في ذاكرته.
ورسمت اسليم صورة الشهيد حمزة نصار، الذي استوقفها استشهاده وهو صائم، خارجاً من منزله ليأتي بطعام الإفطار لعائلته، لكن طائرات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثنيه ليرتقي الى ربه شهيداً.
وتقول اسليم، وعينها امتلأت بالدموع "كان لهؤلاء الأطفال أحلام وطموحات بقدر أعمارهم، لكن تلك الأحلام تلاشت بلمح البصر مع استشهادهم".
وفي سياق متصل، قالت الفنانة ياسمين عبد ربه (21عاماً) "أردت من المشاركة في هذا المعرض، أن يكون لي بصمة فنية في تجسيد أبرز الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال في قطاع غزة".
وذكرت، أنها جسدت صورة الشهيد محمد سليمان، الذي كان يسكن بالقرب من منزلها، وتأثرت كثيراً بخبر استشهاده.
وجسدت عبد ربه، كذلك في رسمتها الطفل براء الذي كان يمشي مسرعاً في جنازة والده الشهيد، منادياً عليه، عله يستجيب لمناداته.
واستبدلت الفنانة عبد ربه لون السماء الأزرق، باللون الأحمر كناية عن الدماء التي أُريقت في ذلك العدوان.
ومن جانبه، قال شعبان حسونة مدير عام مؤسسة دوحة الإبداع للثقافة والفنون أن المعرض خُصص فقط للأطفال الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وبلغ عددهم 67 طفلا.
وذكر حسونة أن عدد اللوحات المشاركة في المعرض بلغت 67 لوحة بعدد الشهداء، حيث شارك في رسمها ما يقارب من 30 فنان تشكيلي من مؤسسة "دوحة الابداع".
ولفت إلى أن الهدف من هذا المعرض، إظهار "بشاعة العدوان الإسرائيلي، الذي لا يرحم أحداً من الشعب الغزي".
ونوه إلى أن المعرض لقى إقبالاً كبيراً من جميع الفئات العمرية، خاصة في ساعات الافتتاح الأولى.
ورعت مصر اتفاق تهدئة بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية المسلحة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد 11 يوماً من العدوان، أسفر عن استشهاد أكثر من 250 من بينهم 67 طفلا.
المصدر: APA
