تؤكد الدراسات أن الإجراءات التي تتخذها في وقت مبكر قد تقلل من خطر التدهور المعرفي، وبحسب واحدة منها فإن "العامل الغذائي الأكثر أهمية في تقليل مخاطر ضعف الإدراك".
والخرف هو مصطلح عام لمجموعات من الأعراض المرتبطة بتدهور الدماغ، وهناك حوالي 10 ملايين حالة جديدة من الخرف في العالم كل عام.
يصف المصطلح الأعراض المرتبطة بالتدهور التدريجي للدماغ، مثل فقدان الذاكرة والارتباك.
تبدأ الإعاقات المعرفية بشكل خفيف في البداية ولكنها تصبح مدمرة للغاية في المراحل اللاحقة.
لحسن الحظ، تم إحراز تقدم في فهم كيفية تقليل مخاطر الإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من الحياة.
توحد عدد من الدراسات حول فوائد الالتزام بنظام غذائي على طراز البحر الأبيض المتوسط لدرء تدهور الدماغ.
تختلف حمية البحر الأبيض المتوسط باختلاف البلد والمنطقة، لذا فهي تحتوي على مجموعة من التعريفات، لكنها بشكل عام غنية بالخضروات والفواكه والبقوليات والمكسرات والفاصوليا والحبوب والأسماك والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون، وعادة ما تتضمن تناول كميات منخفضة من اللحوم ومنتجات الألبان.
ركزت معظم الدراسات على الفوائد الإجمالية للنظام الغذائي، لكن دراسة واحدة تناولت المكونات المحددة لذلك.
استشهد هارفارد هيلث (قسم التثقيف الصحي للمستهلك في كلية الطب بجامعة هارفارد) بدراسة أجراها باحثون في المعاهد الوطنية للصحة قامت بتقييم أنماط حياة أكثر من 7750 مشاركا جرى متابعتهم لمدة خمس إلى 10 سنوات.
قام المشاركون بملء استبيانات لتحديد عاداتهم الغذائية، وخضعوا لاختبارات معرفية للذاكرة واللغة والانتباه عبر الهاتف.
استخدم الباحثون هذه البيانات لتحديد العوامل الغذائية الأكثر أهمية في تقليل خطر الإصابة بالضعف الإدراكي، بالإضافة إلى العوامل الغذائية الأكثر أهمية في تقليل خطر التدهور المعرفي.
ذكر هارفارد هيلث أن الأسماك كانت "العامل الغذائي الأكثر أهمية" في تقليل مخاطر ضعف الإدراك.
كانت الخضروات في المرتبة الثانية، وأظهرت جميع الأطعمة الأخرى تأثيرات أقل أهمية.
علاوة على ذلك، من بين جميع الأطعمة التي تم تقييمها، كانت الأسماك فقط مرتبطة بانخفاض خطر التدهور المعرفي.
أدى تناول الأسماك إلى تقليل مخاطر الإصابة بالضعف الإدراكي والتدهور المعرفي.
لماذا السمك؟
السمك مصدر مهم لأحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في أغشية أنسجة مخ الإنسان، بحسب مقال نُشر في مجلة Frontiers in Aging Neuroscience.
بالإضافة إلى تناول الأطعمة الصحية للقلب، هناك بعض الأطعمة التي قد تزيد من خطر الإصابة بتدهور الدماغ.
وفقًا لمؤسسة القلب البريطانية (BHF)، هناك خمسة أطعمة يجب تجنبها أو الحد منها لمساعدة عقلك:
مقليات أو وجبات سريعة (أقل من مرة في الأسبوع)
الجبن (أقل من مرة في الأسبوع)
اللحوم الحمراء (أقل من أربع مرات في الأسبوع)
المعجنات والحلويات (أقل من خمس مرات في الأسبوع)
زبدة (أقل من ملعقة واحدة في اليوم).
بالإضافة إلى تحسين النظام الغذائي، يجب أن تحافظ على نشاطك البدني لدرء تدهور الدماغ
في الواقع "من بين جميع التغييرات في نمط الحياة التي تمت دراستها، يبدو أن ممارسة التمارين البدنية بانتظام هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالخرف"، وفقا لجمعية الزهايمر (AS).
أفادت العديد من الدراسات التي تبحث في تأثير التمارين الهوائية (التمارين التي تزيد من معدل ضربات القلب) لدى البالغين في منتصف العمر أو كبار السن عن تحسن في التفكير والذاكرة، وانخفاض معدلات الخرف.
يُظهر الجمع بين نتائج 11 دراسة أن التمارين المنتظمة يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف بنحو 30%، وبالنسبة لمرض الزهايمر على وجه التحديد، تم تقليل الخطر بنسبة 45%. وفق موقع "express".