أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد شلّح أن "المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة في حالة صعود وتطور، حيث لم تعد جنين والقدس أماكن أمنة يستطيع الاحتلال الدخول إليها والخروج منها بسهولة".
وقال شلّح إن "مدن الضفة والقدس دخلت الحلقة الأقوى وانتقلت من مرحلة الحجارة والملوتوف والطعن بالسكاكين إلى مرحلة الاشتباكات المسلحة قرب حواجز الاحتلال وبشكل شبه يومي، وهذا بحد ذاته انتصار، وله دلالات عديدة بأن الوضع الأمني بدأ يتجه بمنحنى مُتسارع نحو المقاومة العسكرية".
وشدد على أن "الاحتلال لا زال يجهل الضفة الغربية وسر المقاومة الفلسطينية فيها؛ فالعدو تسكنه مشاعر القلق والخوف دوماً، لذلك هو يحصن نفسه ويبادر إلى قتل المقاومين قبل أن يتلقى الضربات منهم".
وأكد القيادي في الجهاد أن "العدو الصهيوني واهم إذا ظن أن تصفية مقاتل هنا أو هناك، سينهي بذلك المقاومة ورجالها، لافتاً أن الشعب الفلسطيني هو دوماً في حالة حرب مفتوحة مع الاحتلال".
وأشاد شلّح، بالمقاومين الشهداء في جنين والقدس والذين سطروا بدمائهم بطولات تبعث بالتفاؤل نحو قرب الانعتاق من الاحتلال.
وبين شلّح أن "النظرية الأمنية التي يتغنى بها الاحتلال فشلت؛ لاسيما وأنها تلقت ضربات موجعة من المقاومة بالضفة والقدس وغزة، ومن قلب السجون، حين تمكن خمسة أسرى من سرايا القدس وسادس من كتائب شهداء الأقصى يقودهم البطل محمود العارضة من حفر نفق والهروب من السجن، مشدداً على أن العملية شكلت ضربة قوية في قلب العدو".
وأوضح أن "ما يجري اليوم في الضفة والقدس جاء في أعقاب معركة سيف القدس والتي حقق فيها الشعب الفلسطيني انجازات تجسدت بصموده الاسطوري، والذي انعكس ايجابياً لجهة توحيد كل جبهات الوطن من غزة والضفة مروراً بالقدس، وصولاً إلى انتفاضة الداخل المحتل.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن " جرائم الاحتلال واستهداف المواطنين والمقاومين بالضفة وغزة والقدس لن يوقف مسيرة الدم والشهداء؛ لان المقاومة لن تهدأ والشعب الفلسطيني ما زال متثبت بحقه الديني والتاريخي في أرضه ولن يتراجع.
وفي معرض حديثه جدد شلّح تأكيده على أن " الحاضنة الشعبية ما زالت منحازة تماماً إلى جانب المقاومة الفلسطينية رغم كل المجازر والدمار، وقصف البيوت والناس من قبل الاحتلال الصهيوني المجرم".
وبشأن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، لفت المسؤول في الجهاد أن "اعتماد الاحتلال إلى حدٍ ما على أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لن يجلب له الأمن والاستقرار؛ والعدو يعي ذلك جيداً".
وجدد الدكتور محمد شلّح تأكيده على أن "نظرية غزة أريحا سقطت، (في إشارة إلى اتفاق أوسلو)، والمقاومة في غزة وجنين والخليل والقدس، وكل المدن الفلسطينية هي من ستفرض في النهاية الوقائع الجديدة على الأرض".
وتوقع القيادي في الجهاد أن "تشهد المرحلة القادمة انهياراً للسلطة في الضفة؛ مستنداً في ذلك إلى تصريحات رئيس السلطة محمود عباس الأخيرة.
وانتقد شّلح خلال حديثه خطاب عباس في الأمم المتحدة مؤخراً، والتي أعطى فيها الاحتلال عام واحد للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها شرقي القدس.
وقال: "كلام أبو مازن في خطابه كشف أنه وبرغم استمرار التنسيق الأمني والرهان على الاحتلال؛ إلا أن الأيام القادمة لن يستطيع فيها "عباس" من مواجهة الأمر الواقع في الضفة والمتمثل بتنامي قدرات المقاومة الفلسطينية.
وأوضح القيادي شلّح أن "أصحاب مشروع التسوية باتوا يعترفون أن منحنى الصعود القائم اليوم في الضفة الغربية هو لصالح المقاومة، بينما مشروعهم إلى منحنى وهبوط"، واصفاً "السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي بالمريض الذي وصل حد الموت السريري، بحيث أصبح العدو الصهيوني يحافظ فقط على بقاءها خدمةً لمصالحه".
وطالب شلّح في ختام حديثه أن "يكون العدو الصهيوني هو العنوان الأول، وأن يبقى الحديث دوماً عن حالة الاشتباك معه، عبر ترك الخلافات الداخلية والمناكفات وإبقاء المعركة مفتوحة بالقدر المستطاع مع الاحتلال".
المصدر: قناة فلسطين اليوم