الجزء الثاني|| مقتطفات من حوار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان:
- وجود (محور المقاومة) يؤكد أن المنطقة لا تزال بخير، وأن مشاريع (الأسرلة والصهينة) في المنطقة العربية والإسلامية لم تنجح، ولن يكتب لها النجاح
- الشعوب العربية بالنسبة للفلسطينيين وللجهاد الإسلامي العمق المقدس، والسلاح الأمضى في هذه المواجهة
- نبحث عن كل مثقال ذرة تناصر القضية الفلسطينية، وطهران في هذا الصدد تدفع كثيرًا لنصرة قضيتنا
- العلاقة بين حركة الجهاد الإسلامي وطهران تنطلق من مدونة سلوك الجهاد الإسلامي؛ التي ترتكز على مبدأ أننا نقترب ونبتعد من الآخرين بمقدار قربهم وبعدهم من فلسطين
- العلاقة مع الجمهورية الإسلامية "تشكل تهديدًا إستراتيجيًّا حقيقيًّا على الكيان الصهيوني"
- لا نخجل من علاقتنا بإيران؛ لأننا لا نخجل من فكرة حشد جهود الأمة وتسخير طاقاتها لتحرير فلسطين
- مطلوب وحدة إسلامية حقيقة تواجه المشروع (الصهيو-أمريكي) في المنطقة العربية والإسلامية، بدلاً من التناحرات والحروب البينية
يرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور جميل عليان أنَّ المنطقة تشهد حالة فرزٍ كبيرة بين محورين: الأول يصطف إلى جانب فلسطين والمقاومة، ممثلًا بـ(محور المقاومة)، والآخر يأتمر بأوامر أمريكية - إسرائيلية.
ويؤكد د. جميل عليان -في حوارٍ مطولٍ مع "شمس نيوز"- أن وجود (محور المقاومة)، يؤكد أن المنطقة لا تزال بخير، وأن مشاريع (الأسرلة والصهينة) في المنطقة العربية والإسلامية لم تنجح، ولن يكتب لها النجاح.
وأكد على أن وجود محور يقاوم النفوذ (الصهيو-أمريكي) في المنطقة، ويقاوم التطبيع، ظاهرة إيجابية، وأن الأمة حية، ويؤكد أن المنطقة ما زالت تحتفظ بعمقها العروبي، وموروثها الثقافي والسياسي والديني.
ويرى القيادي في الجهاد الإسلامي، أن وجود محورين متناقضين في المنطقة يعني أنه لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في المنطقة مع وجود محور للمقاومة.
وبيّن د. عليان أن هذه الاصطفافات ليست جديدة؛ لكن الجديد فيها أن محور المقاومة يزداد قوة وتجذرًا واتساعًا جغرافيًا ورأسيًّا، مستدركاً "نلاحظ الآن أن الكثير من المناطق العربية ترفض وتقاوم الوجود الأمريكي، وترفع شعار الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل".
لا خجل ولا وجل!
وعن اتهامات البعض في الشارع العربي لحركة الجهاد الإسلامي بأنها في جيب "طهران"، قال: "العلاقة بين حركة الجهاد الإسلامي وإيران علاقة تنطلق من مدونة سلوك الجهاد الإسلامي؛ فإننا نقترب ونبتعد من الآخرين بمقدار قربهم وبعدهم من فلسطين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنَّ طهران تقف إلى جانب فلسطين من خلال الوقوف إلى جانب مقاومتها، فتزودها بالسلاح، والتدريب، والتطوير، والدعم المالي، وعلاقتها مفتوحة مع كل الفصائل، وليس مع الجهاد الإسلامي فحسب".
ويضيف عليان دون تردد: "لا نخجل من علاقتنا بإيران؛ لأننا لا نخجل من فكرة حشد جهود الأمة وتسخير طاقاتها لتحرير فلسطين (..) نحن نبحث عن كل مثقال ذرة تناصر القضية الفلسطينية، وطهران في هذا الصدد تدفع كثيرًا لنصرة قضيتنا".
واستنكر د. عليان محاولة بعض الجهات تشويه وجه العلاقة بين طهران وحركة الجهاد الإسلامي، قائلاً: "من يحاول أن يشوّه العلاقة مع إيران، ويضفي عليها بعدًا مذهبيًّا، هو يحاول عبثًا أنَّ يفتت العلاقة بين قوى المقاومة، ويعطي شرعية للعدو الصهيوني في المنطقة". واعتبر أن من يريد فتح صراع بين أكثر من 100 مليون إيراني ضد أكثر من 250 مليون عربي، إنما يريد تدمير المنطقة، ومن ثم تسليمها للسيد الصهيوني والأمريكي.
وامتدح د. عليان الثمار الناتجة عن العلاقة بين المقاومة وطهران؛ إذ لولا دعم الجمهورية الإسلامية لتأخرت المقاومة عمَّا وصلت إليه الآن من "عدة وعتاد"، ولما حققت معادلات وقواعد اشتباك ضد العدو الإسرائيلي. مع إشارته إلى أنَّ العلاقة مع الجمهورية الإسلامية "تشكل تهديدًا إستراتيجيًّا حقيقيًّا على الكيان الصهيوني".
وحثّ د. عليان قوى المقاومة على بناء علاقات قوية جدًّا مع أية جهةٍ تشكل تهديدًا على الاحتلال الإسرائيلي، وأن تفتح علاقاتٍ مع كل من يناصر القضية الفلسطينية حتى لو بكلمة، مستشهدًا بمواقف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والرئيس الراحل هوغو تشافيز.
وجدد د. عليان تذكير الأمة الإسلامية أنَّ الجمهورية الإيرانية جزءٌ أصيلٌ من المكون الإسلامي في المنطقة؛ قائلاً: "هذا ليس رأي الجهاد الإسلامي؛ بل رأي علماء المسلمين المعتبرين"، داعيًا إلى وحدة إسلامية حقيقة تواجه المشروع (الصهيو-أمريكي) في المنطقة العربية والإسلامية، بدلاً من التناحرات والحروب التي لا تصبّ في صالح الأمتين العربية والإسلامية".
الشعوب الحرة
ويرى عليان في الشعوب العربية والإسلامية العمق الإستراتيجي للفلسطينيين، ولحركة الجهاد الإسلامي، قائلاً: "تمثل الشعوب العربية بالنسبة للفلسطينيين وللجهاد الإسلامي العمق المقدس، والسلاح الأمضى في هذه المواجهة؛ فهي عندما تتوحد خلف قضية من القضايا تكون إلى جانب الصواب، لا تكون إلى جانب الخطأ".
وأشار إلى أن الشعوب العربية بموروثها الثقافي وفطرتها تعادي "إسرائيل" وأمريكا، وبفعلها اليومي، وهمها اليومي، تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتناصر المظلومية الفلسطينية.
وأعاد د. عليان التذكير بأن جميع الشعوب العربية ذاقت الويلات من الاحتلال الإسرائيلي، مبينًا أن هناك شهداء وجرحى من المغرب حتى الخليج العربي، قدموا أرواحهم من أجل قضية فلسطين.
وشدد على أن الشعوب العربية شعوب حية جديرة بالانتصار، وتمثل ضمير الأمة، وهي الثابت الأكيد في هذه الأمة، موضحًا أن ممارساتها وعواطفها تؤكد أنها تؤمن بالوحدة، وأنها جميعها لا تعترف باتفاقيات "سايكس بيكو".
وأضاف "ثقتنا بالشعوب العربية كبيرة جدًا، وهي الضامن الأكيد -بعد الله سبحانه وتعالى- لتحرير فلسطين والمنطقة من الاحتلال الإسرائيلي".