ما أن أعلنت خيوط الشمس عن يوم جديد حتى تحول منزل الشهيد ضياء الحق أبو دقة إلى خلية نحل لا تهدأ، فقد تجمع أبناء وأحفاد أم ضياء يحملون بين أيديهم ملابسهم العسكرية؛ استعدادًا للمشاركة في مهرجان انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي الـ 35.

وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا كان أحفادها "ضياء وسديم وسدام وسنان" على أهبة الاستعداد، حيث ارتدى ضياء بزته العسكرية واضعًا عصبة سرايا القدس على جبينه، أما شقيقتاه فقد ارتديتا ملابس بيضاء طبعت عليها صور عمهن الشهيد ضياء الحق.

وعلى وجه السرعة تجهزت أم ضياء وغادرت مدينة خانيونس جنوب القطاع، متجهة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس 6 أكتوبر 2022؛ لتسجل اسمها كأول عائلة تصل إلى أرض ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة.

وتتشوق أم ضياء للمشاركة في مهرجان الجهاد الإسلامي؛ انطلاقًا من حبها وتأييدها لفكر الجهاد المتمسك بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تقول لمراسل "شمس نيوز": "وصلت إلى ساحة الكتيبة؛ لأجدد العهد والبيعة مع الله؛ ثم مع قادة حركة الجهاد الإسلامي على مواصلة الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين".

وعن سبب انتمائها الكبير إلى حركة الجهاد الإسلامي، أشارت إلى أن أبناء الحركة لم يتركوا العائلة منذ 15 عامًا من استشهاد نجلها ضياء الذي استشهد في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين خلال تصديهم لاجتياح شرق خانيونس عام 2007م.

موقف أبناء حركة الجهاد الإسلامي من مواصلة زيارة العائلة على مدار 15 عامًا من استشهاد نجلها يدلل -وفقًا لأم ضياء-على أن الحركة تُربي أبناءها وعناصرها على الاحترام، والتقدير، والمحبة، والإخلاص، قائلة: "بسبب الاحترام والتقدير الذي حازت عليه العائلة من أبناء الجهاد كان واجبًا عليَّ أن أجدد العهد والبيعة مع هذه الحركة المباركة".

ووصفت أم ضياء حركة الجهاد الإسلامي، بأنها "الأم" التي تحتضن أبناءها، وملاذ لكل الأحرار والأبطال في فلسطين؛ فهي لم تحد عن طريق الحق والإيمان والوعي والثورة.