شمس نيوز/عبدالله مغاري
بأمر عسكري داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في 21 من نوفمبر الماضي, منزل الصحافي والكاتب الفلسطيني محمد القيق في رام الله , لتقتاده إلى غرف التحقيق وتمارس بحقه أقسى أنواع التعذيب, في مشهد يتنافى مع كافة قوانين الصحافة الدولية ومبادئ التعامل مع الصحافيين.
لم يستطع المحقق حياكة أي تهمة لمحمد ولا لقلمه الحر, ليخط قرارا بالسجن الإداري لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد للصحفي القيق البالغ من العمر (33 عاما)، والذي يعمل مراسلا لقناة المجد السعودية في الضفة المحتلة, وكاتب رأي شُهد لقلمه الانتماء للقضية الفلسطينية.
احتجاجا على قرار اعتقاله الإداري وعلى سياسة الاحتلال الهمجية في التعامل مع الصحفيين, أعلن القيق في اليوم الخامس من اعتقاله الإضراب المفتوح عن الطعام, مطالبا بإنهاء اعتقاله وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري للفلسطينيين, تلك السياسة التي حاربها القيق بقلمه وهو حر, ويحاربها اليوم بأمعائه الخاوية وهو مقيد في أسرّة السجن.
63 يوما من الإضراب ولا زال الصحفي القيق متمسكا بمطلبه, رافضا لكل أساليب التغذية التي حاول الاحتلال كسر إضرابه من خلالها، وهو على أسرّة مستشفى العفولة في الداخل المحتل, يواجه الموت في أي لحظة بعد أن تدهور وضعه الصحي, ودخل غيبوبة فقد النطق على إثرها, لتزيده تمسكا بخياراته شهيدا أو حرا.
كتب للحرية
زوجة المضرب القيق الصحافية فيحاء شلش تشير إلى أن زوجها كان قد ارتأى لنفسه أن يكون صحفيا فلسطينيا ليلتحق بالصحفيين الذين اخذوا على عاتقهم الدفاع عن القضية الفلسطينية .
وقالت شلش في حديثها لـ"شمس نيوز": محمد صحفي فلسطيني، وأي صحفي فلسطيني واجب عليه الدفاع عن قضيته, وهو ارتأى أن يكون من الصحفيين القلائل الذين أخذوا على عاتقهم هم الدفاع عن القضية الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
ولفتت زوجة الأسير المضرب إلى أن زوجها كان يركز على تناول قضية الأسرى وظروفهم الصعبة داخل السجون خلال عمله كصحفي وكاتب فلسطيني, منوهة إلى أن الصحفي القيق كان يعتبر قضية الأسرى من القضايا الفلسطينية الأساسية, بالإضافة إلى أنه كان مساندا للأسرى في مراحل نضالهم لأجل الحرية.
وتضيف: محمد بكلمته وقلمه الحر كان يعتبر نفسه مسئولا أمام الله عز وجل، لذلك كان يواصل الليل بالنهار في سبيل خدمة القضية الفلسطينية ولاسترداد الحقوق المشروعة".
حرا أو شهيدا
محامي نادي الأسير جواد بولس بعد زيارته للقيق في مستشفى العفولة الأحد الماضي, نقل عن الأسير المضرب رسالة لعائلته جاء فيها "أنا لست رهينة ولا أقبل إلا الحرية، وعلى من يحبونني أن يعذروني مهما كانت النتائج، لكنني لن أقبل الذل ولا الإهانة، وإما أن أكون حرا أو شهيدا".
وتؤكد شلش على أن زوجها يتطلع للحرية ولن يقبل باستمرار اعتقاله الإداري التعسفي, مستبعدة أن ينهي إضرابه دون تحقيق هدفه, مشيرة إلى أن الاحتلال قدم عرضا قبل نحو ثلاثة أسابيع بالاعتقال الإداري لزوجها لمدة عام واحد مقابل إنهاء الإضراب عن الطعام, لكن العرض قوبل بالرفض منه.
وأشارت زوجة الأسير إلى أنه ومنذ اعتقاله أواخر نوفمبر من العام الماضي لم يزره أو يتصل به أحد من أفراد عائلته, منوهة لعدم وجود أي اتصالات مع العائلة لترتيب زيارة له .
خطير للغاية
رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، وصف الوضع الصحي للأسير الصحفي القيق، بالخطير للغاية، مؤكدا أنه قد يرتقي شهيدا في أي لحظة وأن كل الاحتمالات واردة في هذا الوقت.
وقال قراقع في تصريح لـ"شمس نيوز" أمس الاثنين: وضع الأسير محمد خطير للغاية وقد يستشهد بأي لحظة، وهذا حسب المحامي الذي تحدث معي من مستشفى العفولة, والذي قال إن محمد دخل في حالة غيبوبة وفقد النطق بعد 63يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام، وبالتالي الوضع مقلق جدا وحرج للغاية".
وبعد الاطلاع على خطورة الوضع الصحي لزوجها طلبت الصحفية شلش وعائلة القيق من محامي محمد ملازمته. لتقول شلش لمراسل "شمس نيوز": وضع محمد الصحي يضعنا في مربع آخر اكبر من القلق والترقب, طلبنا من محاميه ملازمته من أجل تلقينه الشهادتين إذا حدث أي تطور على وضعه، ونحمل الاحتلال وكل المقصرين المسؤولية الكاملة عن حياة محمد".
تعنت إسرائيلي
ويشير قراقع إلى أن إسرائيل ومخابراتها ترفضان مناقشة موضوع اعتقال الأسير الصحفي محمد القيق, مؤكدا على أن هناك تعنتا إسرائيليا عير مسبوق بخصوص الأسير القيق. وتابع: "هناك تعنت إسرائيلي غير مسبوق بحق الأسير الصحفي المضرب محمد القيق لدرجة أنهم يرفضون حتى الحوار في موضوعه، فهم يعتبرونه أسيرا خطيرا".
ولفت قراقع إلى أنه من المقرر عقد جلسة للمحكمة الإسرائيلية العليا الأربعاء القادم, للنظر بالالتماس الذي قدم للإفراج عن الأسير القيق، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياته، لتركه طوال فترة إضرابه دون مناقشة مطلبه لإنهاء إضرابه.
وأشار رئيس هيئة الأسرى والمحررين إلى أن هناك اتصالات رسمية مكثفة تجريها الهيئة في سبيل الضغط للإفراج عن الأسير القيق "نحن أبلغنا كل الجهات الرسمية سواء مكتب الرئيس أو الحكومة والأجهزة الأمنية للضغط على الاحتلال, وأوصلنا إلى المؤسسات الحقوقية أن محمد قد يقع شهيدا في أي لحظة، لذلك عليهم بذل جهد أكبر من أي وقت مضى".