شمس نيوز/ وكالات
لا تخلو المائدة الرمضانية من السمبوسة، وهي عبارة عن عجينة محشوة بالخضراوات أو اللحم المفروم، تقلى بالزيت، وتقدم مقرمشة على وجبة الإفطار.
وتجمع الوثائق التاريخية على أن أصل السمبوسة هندي، وجاء في كتاب رحلات ابن بطوطة الشهير، قال الرحّالة إنه وأثناء زيارته للحاكم محمد بن تغلق أنهم قدموا له طبقًا يدعى (ساموسا) وكان وصفه للطبق بأنه عبارة عن عجين محشو باللحم واللوز والفستق والجوز، يلفّ ثم يرمى في وعاء فخّاري مليء بالسمن المغلي.
وتعد السمبوسة طبقًا انتشر بين المسلمين بالذات أثناء هجراتهم ولعلّ هذا ما يفسّر وجوده كطبق رئيسي في موائد رمضان.
فبسبب هذه الهجرات وصلت السمبوسة من الهند لجميع الدول العربية تحديدًا إلى اليمن، بينما نقله المستعمرون الإنجليز (الذين كانوا يجلبوا معهم أيادي عاملة هندية لكل مستعمرة) لكينيا ومنها انتقل للصومال وجيبوتي حتى غدا من أساسيات المطبخ القرن إفريقي.
كما نقله الإنجليز بذات الطريقة لجنوب إفريقيا وأوغندا، ونقله المستعمرون البرتغاليون الذين استعمروا منطقة (قوا) الهندية إلى البرازيل وموزمبيق وأنقولا.
كما أن السمبوسة طبق معروف ومألوف لدى دول أواسط وشرق وجنوب شرق آسيا، ونقله المهاجرون الهنود أيضًا إلى أمريكا وكندا، لقد انتقل من موائد حكام الهند إلى جميع أنحاء العالم بشكل مبهر.
وينطقه الهنود هكذا (ساموسا)، ويحشونه بالبطاطس والخضروات، بينما في السعودية يتم حشوه غالبًا باللحم المفروم أو الجبن ويزدهر هذا الطبق وينتعش في رمضان دونًا عن بقية أشهر السنة.
وفي الحجاز ينطقونه سمبوسك، لكنّهم ابتكروا نوعًا آخر من السمبوسك يزدهر في رمضان أيضًا أسموه (البّف)، والبفّ هو من ابتكارات أهل المدينة المنورة تحديدًا يتم حشوه باللحم المفروم مع البيض المسلوق والبصل والبقدونس ثم يتم قليه حتى ينتفخ انتفاخًا شديدًا ثم يتم إخراجه والتهامه، وكلمة بف بالإنجليزية تعني انتفاخ الشيء كما في كلمة (بف بيستري) وهي المعجنات التي تنتفخ بعد خبزها.